أحمد المغلوث
هل من حق النظام الإيراني أن يحرم الشعوب الإيرانية على اختلاف طوائفهم ومذاهبهم من الحياة الكريمة التي يتطلع إليها كل مواطن من قيادة وطنه. هذا السؤال الذي يطرح نفسه في الشارع الإيراني قبل أن يتردد على لسان كل مواطن إيراني حرم من خير وطنه. فإيران وحسب ما هو معروف تاريخياً منذ اكتشاف النفط على يد المضارب البريطاني «وليم دارسي» عام 1901م عندما حصل على امتياز من إيران للبحث عن النفط وتطوير موارد النفط في جنوب شرق إيران، وبعد أن تم اكتشاف النفط عام 1908م تأسست شركة «الأنجلو -إيرانيه في عام 1909م، ومنذ ذلك العام باتت إيران دولة نفطية بل وثرية.. وصارت إيران واحدة من أكبر الدول من حيث حجم احتياطيات الطاقة. ومن هنا لعبت الصناعة النفطية في إيران دوراً مهماً في هذا المجال، حيث ساهم ذلك في توفير العملة الأجنبية لاقتصاد إيران. وراحت الحياة بعد ذلك تتنامى يومًا بعد يوم من خلال توظيف نسبة كبيرة من عائدات النفط في تنمية المدن الإيرانية والاهتمام بمواطنيها.. بل والاهتمام بالبنية التحية فازدهر الاقتصاد الإيراني. وكانت أسواق المدن الإيرانية خلال عهد الشاه تشهد حركة ونشاطًا كبيرًا من خلال تردد أبناء الخليج إليها للتجارة والسياحة. وكان المواطن الخليجي في عهد الشاه يحظى باهتمام وتقدير كبيرين. بل وساهم ذلك في ازدهار الاقتصاد الإيراني من خلال اتفاقياته التجارية مع العديد من دول الخليج.. ومن بينها المملكة، فأنت تجد العمالة الإيرانية منتشرة في مدن الخليج وفي بعض مدن المنطقة الشرقية.. وعندما تسلم نظام الملالي الحكم تغير الوضع والتوجه، وراح النظام يوجه مخططاته وأجنداته المختلفة لزعزة الأمن والاستقرار في المنطقة لا الخليجية فحسب وإنما في منطقة الشرق الأوسط بعدما وظف عائدات النفط في تصدير طائفيته ودعم أحزابه المعروفة وغير المعروفه.
وبالتالي راح يمارس القمع في الداخل والإرهاب في الخارج. فكم فجر.. وكم قتل.. وكم ساهم في دعم الأحزاب في لبنان والعراق وسوريا وحتى في بعض الدول الإفريقية.. وراح يعزز من وجوده في اليمن من خلال دعمه للحوثيين بالمال والسلاح.. سعيًا للمساهمة في تعزيز الخطر على المملكة ويرفع من وتيرة «التوتر» في اليمن ليحولها إلى ساحة حرب ضد الحكومة الشرعية وأبناء اليمن الشقيق الذين راحوا يعانون الكثير من تداعيات الحرب وبشكل خاص، من تدخل النظام الإيراني في حياة اليمن المختلفة على حساب حياة الشعوب الإيرانية التي تعاني من حرمانها من أبسط حقوقها.. ومؤخراً راحت مدن إيرانية تنتفض ضد النظام.. كما حصل مؤخرًا كما أعلنت الشرطة الإيرانية الجمعة أنها فرّقت «بحزم» تظاهرة في محافظة خوزستان بجنوب غرب البلاد احتجاجًا على الأوضاع الاقتصادية المتردية في مختلف المدن والأقاليم والتي تشهد انكماشًا اقتصاديًا كبيرًا تضاعف مع انتشار فيروس كورونا المستجد.. وكما أشارت إلى ذلك وكالات الأنباء العالمية أن إيران تشهد باستمرار احتجاجات وانتفاضات متفرقة في الأقاليم النائية تنديدًا بالتهميش وسوء الإدارة والفساد وقمع الحريات. وكانت الشرارة التي أشعلت الجبهة الاجتماعية في بهبهان بجنوب غرب البلاد رفع خلالها المحتجون شعارات تدعو الإيرانيين إلى عدم الخوف في دعوة واضحة لتحدي الإجراءات الأمنية المشددة التي فرضتها السلطات في الأقاليم المختلفة والفقيرة.