د.نايف الحمد
طالعتنا صحيفتنا الغراء «الجزيرة» الأسبوع الماضي بخبر توقف فنان الكاريكاتير المبدع الأستاذ/ رشيد السليم عن الرسم بعد رحلة امتدت لخمسة وعشرين عامًا.
يقول الأديب الروسي العالمي «مكسيم» (فن الكاريكاتير ذو قيمة اجتماعية نافعة، تعكس أشياء مختلفة غير منظورة بوضوح لنا)، وهو بذلك يؤكد أن ما يقدمه هذا الفن هي زاوية أخرى ونظرة مختلفة لوسائل النقد واتجاهاته.
لقد كان الفنان السليم أيقونة للنجاح في مجال النقد الساخر من خلال رسوماته المثيرة والتي جعلت منه واحدًا من أهم رسامي الكاريكاتير في الوطن العربي.. وقد استطاع بموهبته الكبيرة وفلسفته الخاصة أن يجعل للرسم الكاريكاتوري في الصحافة الرياضية السعودية مكانة كبيرة ومتابعين كثر يتلقفون هذا الفن باهتمام.
لا شك أن توقف الفنان السليم يُعد خسارة كبيرة لفن الكاريكاتير، وللصفحات الرياضية بشكل خاص، لكن لوحاته ستبقى في ذاكرة القراء لأمدٍ بعيد نظير ارتباطها بأحداث مهمة وقدرته على تقديم صورة نقدية ساخرة بأسلوب سهل مع احتفاظه بعمق الفكرة وقوة تأثيرها على المتلقي.
لقد عبر الفنان السليم عن فكر عميق وفلسفة أخاذة في طريقة طرحه لرسوماته.. وقد أحدثت أعماله حراكًا غير عاديًا في أوساط المجتمع الرياضي بشكلٍ عام.
كانت رسالة الفنان السليم الأخيرة في طلبه التوقف عن الرسم رسالة معبرة جدًا، حملت الكثير من الوفاء للقامة الكبيرة والأستاذ القدير محمد العبدي.. والذي تخرج على يديه الكثير من الكوادر الإعلامية والكُتّاب ممن أسهموا في تطوير الصحافة الرياضية، ومازلنا نتعلم منهم.
في نهاية مشوار الأستاذ/ رشيد السليم نقول له: شكرًا لك على كل ما قدمت.. وستظل إسهاماتك محفوظة لمن أراد أن يستلهم هذه التجربة الثرية المليئة بالإبداع والإثارة.