عبده الأسمري
قائد حرس الحدود السابق ومؤسس قوات الأمن الخاصة معالي الفريق أول محمد بن هلال المطيري -رحمه الله- أحد أبرز القياديين في قطاع وزارة الداخلية.
بوجه تعلوه ملامح الحزم وتكسوه مطامح الهمم مع عينين تنضخان بالنباهة وتقاسيم طموحة تتوارد منها الصرامة وكاريزما قيادية مذهلة ومحيا فارع يعتمر «بزة» عسكرية مكتظة بنياشين المهمات وأوسمة البطولات.. وقوام عسكري مثالي ينبع باللياقة وتشكيل بشري يسطع باللباقة مع صوت جهوري بلغة بيضاء ولهجة عصماء قوامها «الخبرة» وقيمتها «المشورة» مع عبارات أمنية واعتبارات مهنية وذاكرة ممتلئة بخبرات «التدريب» مليئة بأساسيات «التهذيب» قضى المطيري من عمره عقودً وهو يرافق «الملوك» حارساً أمينًا ومرافقًا مكيناً ويرسم في كتائب «الضباط» مشاهد «الانضباط» ويملأ خانات «الطموح» بوقائع الانفراد ويبني أعمدة «الصروح» بحقائق السداد.
في بلدة الأرطاوية التابعة لمحافظة المجمعة وًلد المطيري بين أب سخي وأم نجيبة وبدأ خطواته الأولى «متعثراً» بسبب اليتم الباكر في وفاة والده وهو ابن العامين فارتمى في أحضان والدته التي علمته «أسرار» الصبر و«اعتبار» الجبر في مواجهة الصعاب، فنما وقد امتلأت روحه بمضامين «السلوان» وضمانات «الاطمئنان» فركض طفلاً مع أقرانه بين الواحات والفياض مراقبًا أصل الجود في قصص الطيبين مرتقباً نبل الصمود في منازل الطين، فتعقت روحه بمآثر «النقاء» وتفتحت عيناه على أثر «الصفاء» في مرابع عشيرته «مطير» متشربًا نداءات «الصباح» في غدو المزارعين وامتلاءات «الفلاح» في رواح الكادحين مستلهماً عبير «اليقين» في حكايات «الرعاة»، وأُثير «الحنين» في محكيات «الرفاة» وسط مواقف «الوفاء» بين الجيران ووقفات «الاستيفاء» بين الخلان فكبر وفي قلبه «أهازيج الربيع» ووسط مهجته «أريج» الخريف واضعًا «المستقبل» فصلاً خامساً يرغم الفصول الأربعة على الانتظار..
درس المطيري في بلدته التعليم العام ثم لاحق بعد نظره الذي تأثر بالشأن العسكري وهو يراقب إحداث المناورات وأخبار العالم في مذياع أسرته طفلاً فانتقل إلى مكة وتخرج منها ضابطاً من أوائل الدفعات بمدرسة «الشرطة»، ثم انتظم في السلك الأمني بالداخلية حيث بدأ عمله في عهد الملك عبدالعزيز وكان من ضمن مجموعة حرس الملك فيصل آنذاك.
حيث أسس قوات الأمن الخاصة خلال الفترة ما بين 1382هـ و1400هـ، وتعين كأول قائد لها بعد واستمر في تطوير القوات الخاصة؛ حيث عُززت هذه السرية بزيادة عدد أفرادها وسُمِّيت «قيادة حرس سمو ولي العهد» عام 1383هـ.
وفي عام 1386هـ، تغير الاسم إلى «سرية وزارة الداخلية»، وتوسعت مهامها فشملت حراسة وزارة الداخلية ومنشآتها والقيام بحماية بعض الشخصيات المهمة ومساندة أجهزة الأمن الأخرى.
وتعين مديراً لشرطة الرياض وتنقل في مهام عدة خاصة وميدانية مختلفة.
تعين مديرًا عاماً لقطاع حرس الحدود، وساهم في تطوير آلياته ومعداته وتحديثها، وكذلك استحداث مراكز جديدة حتى تقاعد عن العمل عام 1409هـ.
وكان المطيري من قادة تطهير الحرم المكي أثناء حادثة جهيمان بصفته قائدًا لقوات الأمن الخاصة.
وصل المطيري في مسيرته العسكرية المهيبة إلى رتبة فريق أول كان فيها رمزاً أمنيًا وعزاً وطنياً واعتزازًا مهنيًا مكونًا «معادلته» الأمنية وعدالته المهنية بوقع «الأثر» وواقع «التأثير» فكان «الرقم» الصعب في قوائم «المؤثرين» والعدد الصحيح في مقامات «المخططين» تاركاً ضياءه بريقاً يلوح في فضاءات «السيرة» وإمضاءات «المسيرة».
توفي المطيري عام 1436 بعد حياة حافلة بالعطاء رافلة بالسخاء على المستويين الشخصي والعملي..
للمطيري ارتباط عميق بالعمل الخيري وإعانة الآخرين وإغاثة الملهوف كان يخبئها في «أسرار» ذاته العصية على الرياء فكانت وستظل الشهادات والاستشهادات والدعوات ردود أمتنان وعرفان من فئات نهلت من معين «أحسانه» ونالت من عطاء «أياديه».
محمد هلال المطيري الفريق الأول الذي صنع الفارق وأوجد الفرق في منظومة أعمال عديدة شكلت بصمات جلية في صفحات بيضاء تبروزت بإطارات الأمانة وتوشحت بعناوين الإخلاص وتكللت بإنجازات الإجادة.