فهد بن جليد
مع ارتفاع درجة حرارة الصيف في الرياض، تغمرني السعادة برؤية أرتال السيارات وهي تنتظر في طوابير أمام عربات الآيس كريم التي يديرها (شبان سعوديون)، المشهد المُثلج للصدر لم يكن كذا قبل سنتين على الإطلاق، اليوم عشرات المشاريع الشبابية من (الباريستا) في فن صناعة القهوة، ومشاريع عربات الآيس كريم تستهوي الشباب السعودي، المُفرح والمثير هو كمية الثقة المتبادلة بين البائع والمشتري، كتبتُ هنا في 26 يونيو 2018م حول الفُرص الحقيقية في هذا المجال، مُتسائلاً: هل يمكن للشباب السعودي اقتناصها؟ واليوم أعيد قراءة المقال وكلِي ثقةً بأنَّ الإجابة بكل فخر هي (نعم).
قلتُ حينها: «لستُ ضد تواجد سيارات الآيس كريم لدينا، بالطريقة التي نُشاهدها في الدول الأوروبية والسياحية، بشرط إعادة تنظيمها وتأهيلها بشكل صحيح وعصري، نعرِّف به هوية العاملين وأنَّهم يحملون شهادات صحية، وأنَّ طريقة الإعداد والمكونات خاضعة للرقابة الدورية، مع وضع ما يُثبت ذلك في مكان بارز خصوصا أنَّها تعمل خارج أوقات الدوام وبعيداً عن العمران في الغالب، وأرباحها طائلة جداً ومُغرية للشباب السعوديين الذين أتمنى استفادتهم من أوقاتهم بالعمل فيها، هل تعلم أنَّك تستطيع استعادة رأس مال المشروع كاملاً (قيمة السيارة+ ماكينة الآيس كريم) خلال أول 4 أشهر فقط من العمل صيفاً، فهل نستوعب حجم الفرصة والأرباح التي يحصل عليها هؤلاء؟ وهل يعيد شبابنا تشكيل مشهد لوحة (الآيس كريم)؟ وتخليصنا من هذا الخطر»، وأذكر حينها أن وزارة الشؤون البلدية والقروية عقبت مشكورة حول حرصها على تطبيق المواصفات والاشتراطات الصحية للعاملين.
بصراحة وشفافية، عندما تتحدث مع بعض عاملي عربات الآيس كريم تكتشف أنَّ البائع أو السائق يدفع مبلغا شهريا مقطوعا لصاحب السيارة وهو يعمل لصالح نفسه في نهاية المطاف، فيما يوهموننا بأنَّهم يلعبون دور (آخر المحاربين القدامى) في هذا المجال بصمودهم بسيارتهم العتيقة، بينما الواقع مُختلف تماماً، سيارات الآيس كريم تتواجد عادة في المناطق السياحية وعلى الطرقات الرئيسة، وبجوار المنتزهات والحدائق والفعاليات الترفيهية والموسمية، أرباحها طائلة، بدأ السعوديون في اقتناصها.. ما يجعلنا نتطلع لقصر العمل في مثل هذه المشاريع الصغيرة المُربحة، على السعوديين لنضمن عودة الأرباح لجيوبنا من جديد.
وعلى دروب الخير نلتقي.