صيغة الشمري
نشرت الصحافة العالمية قبل أيام عدة عن قضية فساد لا يتخيلها عقل قام بها الهارب «الجبري» عندما كان مؤتمنًا على عمل يفترض به أن يحارب الفاسدين وأعداء البلد في الوقت نفسه الذي كان فيه هو أشد أعداء البلد وأسوأ الفاسدين في نهب مبالغ ضخمة من ميزانية الدولة لمصالحه الخاصة ومصالح بعض من أقاربه في قصة من أخس قصص الغدر وخيانة الأمانة والفساد الذي يفوق تصور الإنسان. الجانب المضيء من قصة هذا الخائن هي مدى إصرار حكومتنا الرشيدة -حفظها الله- على ملاحقة الفاسدين ومحاصرتهم مهما كان حجم تنفذهم وقدرتهم على التستر في سرقة أموال الدولة، الأموال الضخمة التي تم إعادتها لميزانية الدولة خلال خطة مكافحة الفساد التي لم يسبق لها مثيل تبعث على الفخر والطمأنينة في بناء وطن عظيم ينطلق بخطوات واثقة نحو الحضارة ونحو مكانته كوطن رائد في المنطقة ويمثل ثقلاً اقتصاديًا عالميًا، كل الأوطان العظيمة انطلقت نحو مجدها عندما قيض الله لها قائدًا شابًا مثل محمد بن سلمان وحاكمًا عادلاً مثل والدنا خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز - حفظهما الله - أن قصة الغادر «الجبري» وأمثاله من الفاسدين تزيد من ثقتنا بولاة أمرنا في قطع دابر الفساد والضرب بيد من حديد على كل من تسول له نفسه خيانة الأمانة واستغلال ثقة ولاة الأمر لسرقة الوطن والتآمر مع جهات معادية لزعزعة الأمن وضرب مقدرات الوطن، سيذهب كل المفسدين يتجرعون سم الندم إلى مزبلة التاريخ غير مأسوف عليهم ولم يربحوا من فسادهم سوى الخزي والعار الذي سيظل يغلف أسمائهم عندما يتحدث الناس عن خونة الأوطان والغادرين، تفاصيل قضية الفاسد الجبري بقدر ما هي مخجلة ومخزية لكنها تؤكد بشكل قاطع على قوة مكافحة الفساد في بلادنا، كما تؤكد على كفاءة أجهزتنا الأمنية في كشف وملاحقة الفاسدين واستعادة أموال الدولة منهم مهما بلغ حجم قدرتهم على الخداع والتخفي.