د.شريف بن محمد الأتربي
عاش كثيرٌ ممن هم من جيلي المولودين بين حقبة الستينيات والثمانينيات طفولتهم في براءة من التقنية وما يشبهها فقد كانت اهتماماتنا وألعابنا منحصرة فيما نسمعه أو نشاهده من الأهل والأقارب ومن ثم عبر شاشات التلفاز أو عبر القراءة في الكتب والقصص.
كان خيالنا يهيئ لنا صوراً كثيرة عن العوالم الأخرى التي لم نكن ندركها بأبصارنا أو عقولنا ولعل من أجمل هذه الخيالات: آلة الزمن. فقد كنا نؤمن أن هناك آلة نستطيع أن نركبها فتنقلنا عبر الزمن الماضي السحيق لنعيش في عصور ما قبل التاريخ، وعصور الإمبراطوريات المندثرة بفعل التاريخ أو الحروب، وكان لكل منا عصر يتمنى أن ينتقل له وكان البعض يقرأ عن هذا العصر ويحدثنا عنه كأنه من شواهده.
وفي عصرنا هذا قرَّرت أن ألعب نفس اللعبة وأن أبحث عن آلة للزمن تنقلني من هذا العصر إلى عصر آخر، وأخذت أفكر في هذا العصر متى يكون؟ ومن هم رواده؟ لأجد الإجابة واحدة تقريباً من جميع جيلي: ما قبل الإنترنت. نعم، نريد العودة إلى ما قبل الإنترنت إلى زمن الترابط والتواصل اللحظي المباشر بيننا وبين مَن حولنا.
أريد أن نتزاور في المناسبات ولا نكتفي برسائل الواتس آب والمسجات. أريد أن أرى التاريخ بمعالمه بعيني لا بعين غيري. أريد أن يندثر من زمني هذا المتطفّلون عليه من اليوتيوبريين والسنابيين والإنستجراميين ومن على شاكلتهم الذين أزعجونا وأصموا آذاننا بكلامهم السفيه إلا - من رحم ربي- أريد أن أقرأ كتاباً ولا يظهر لي فجأة أثناء القراءة إعلان عن أدوات تنظيف ولا عن التداول عبر الإنترنت ومكاسبه. أريد أن استمتع بخصوصية نفتقدها حالياً نحن أبناء جيلنا.
إن الواقع الذي نعيشه الآن رغم ما يوفره من رفاهية للعيش والتواصل إلا أنه يصنّف من ضمن الجمال الاصطناعي الذي تقوم به بعض السيدات التي ربما تقابلها وجهاً لوجه فلا تعرفها من كثرة ما غيَّرت في ملامح التاريخ وبدلت من علامات الزمن.
نحتاج ونحتاج إلى مئات من آلات الزمن التي نتقوقع فيها مع أشباهنا من الناس الذين سئموا التقنية وما سببته من أرق وتشتت وفرقة في المجتمعات. نحتاج لآلة زمن داخلية لدى كل منا تدير تعامله مع هذه التقنيات وتحجّم شرهه في التعامل معها لتكون في أضيق الحدود وأشد الاحتياجات.
عاش كثيرٌ ممن هم من جيلي المولودين بين حقبة الستينيات والثمانينيات طفولتهم في براءة من التقنية وما يشبهها فقد كانت اهتماماتنا وألعابنا منحصرة فيما نسمعه أو نشاهده من الأهل والأقارب ومن ثم عبر شاشات التلفاز أو عبر القراءة في الكتب والقصص.
كان خيالنا يهيئ لنا صوراً كثيرة عن العوالم الأخرى التي لم نكن ندركها بأبصارنا أو عقولنا ولعل من أجمل هذه الخيالات: آلة الزمن. فقد كنا نؤمن أن هناك آلة نستطيع أن نركبها فتنقلنا عبر الزمن الماضي السحيق لنعيش في عصور ما قبل التاريخ، وعصور الإمبراطوريات المندثرة بفعل التاريخ أو الحروب، وكان لكل منا عصر يتمنى أن ينتقل له وكان البعض يقرأ عن هذا العصر ويحدثنا عنه كأنه من شواهده.
وفي عصرنا هذا قرَّرت أن ألعب نفس اللعبة وأن أبحث عن آلة للزمن تنقلني من هذا العصر إلى عصر آخر، وأخذت أفكر في هذا العصر متى يكون؟ ومن هم رواده؟ لأجد الإجابة واحدة تقريباً من جميع جيلي: ما قبل الإنترنت. نعم، نريد العودة إلى ما قبل الإنترنت إلى زمن الترابط والتواصل اللحظي المباشر بيننا وبين مَن حولنا.
أريد أن نتزاور في المناسبات ولا نكتفي برسائل الواتس آب والمسجات. أريد أن أرى التاريخ بمعالمه بعيني لا بعين غيري. أريد أن يندثر من زمني هذا المتطفّلون عليه من اليوتيوبريين والسنابيين والإنستجراميين ومن على شاكلتهم الذين أزعجونا وأصموا آذاننا بكلامهم السفيه إلا - من رحم ربي- أريد أن أقرأ كتاباً ولا يظهر لي فجأة أثناء القراءة إعلان عن أدوات تنظيف ولا عن التداول عبر الإنترنت ومكاسبه. أريد أن استمتع بخصوصية نفتقدها حالياً نحن أبناء جيلنا.
إن الواقع الذي نعيشه الآن رغم ما يوفره من رفاهية للعيش والتواصل إلا أنه يصنّف من ضمن الجمال الاصطناعي الذي تقوم به بعض السيدات التي ربما تقابلها وجهاً لوجه فلا تعرفها من كثرة ما غيَّرت في ملامح التاريخ وبدلت من علامات الزمن.
نحتاج ونحتاج إلى مئات من آلات الزمن التي نتقوقع فيها مع أشباهنا من الناس الذين سئموا التقنية وما سببته من أرق وتشتت وفرقة في المجتمعات. نحتاج لآلة زمن داخلية لدى كل منا تدير تعامله مع هذه التقنيات وتحجّم شرهه في التعامل معها لتكون في أضيق الحدود وأشد الاحتياجات.