د. محمد عبدالله الخازم
عندما تضيق الدائرة ويزداد قلقهم، نحتاج فسحة وتكون الرياضة خياراً معقولاً. لذا أعتذر من القراء وأستأذن سعادة رئيس التحرير بالخروج قليلاً عن المألوف في مقالاتي وكتابة مقال في الرياضة وحكايات من هنا وهناك. وفي الأمر حنين للبدايات؛ بدأت كاتباً في الرياضة وكنت أول من كتب مقالاً تضمن عنوانه شارع الحوامل. أين كنا وأين أصبحنا؟ هل تتذكّرون شارع الحوامل؟ كنت أقترح ولا أتجرأ حتى بالمطالبة المعلنة، تأسيس أندية رياضية مغلقه ومتقيدة بالزي الشرعي أو إذا لم يكن ممكناً فأقترح سفلتة الشارع وتشجيره لتتمكَّن الحامل من السير دون التعرّض لأزمة ربو جراء الغبار. وقد تفتق ذهن أحد زملائنا الدكاترة حينها فأحتج على مقالي، وللغرابة لم يكن احتجاجه على رياضة المرأة، بل على ذكر اسم أحد المسؤولين في رياضتنا ضمن مقال يخص المرأة وعنوانه شارع الحوامل! لا أدري أين هو الدكتور وهل تمت ترقيته أم لا؟ الزميل مدير التحرير -حينها - أحمد المصيبيح كان يستمتع بتلك المقالات، يتصل علي يخبرني بأن هناك تعقيب جميل، أسأله ممن وما فحواه، يقول لي أنتظر تراه الغد بالجريدة. واليوم الثاني أفاجأ بالردود العاصفة ضدي، أستنكر وهو يضحك ويذكِّرني بأن الصحافة الرياضية إثارة أولاً.
أعود لفكرة المقال ولن يرفض رئيس الكتبة طلبي هذا فهو محنك ويقدّر خياراتي المتنوِّعة في الكتابة. فمن أين نبدأ؟ أوه يا أهلي، يا حارق قلوب عشاقك. كنت سيداً في النموذجية؛ لديك المال والفكر الذي استقطب فرقاً عالمية ومدربين عالميين لأول مرة في المملكة، لكنك وصلت مرحلة عجز أن تكون مجلس إدارة متجانساً في الرؤية، خلاقاً في الفكر. كان ولا يزال لديك أفضل اللاعبين والخريجين من فرقك المختلفة، لكنك عشت ردحاً من الدهر تحت سيطرة الرجل الواحد، فأعتقد كل من يأتي بعده ضرورة تقليد مشيته. كانت دكتاتوريته مناسبة لعصرها، فأتى من يقلّده في زمن التنظيمات الحديثة وفي زمن لا يملك القيادي المتنمّر موقعاً في وسط الشباب المتنور حتى وإن هدَّد بفصل من يعترض على تنمّره. عجز رئيس النادي لوجود الإدارة الممتدة العميقة التي تريد وتدير.
أوه يا أهلي!
أعان الله رئيسك تائه في حل مشاكل اللاعبين والمدربين والجمهور والإعلام والمؤثّرين وغيرهم. وحين يعجز يأتي ليهدد (المخ) الذهبية بأنه سيتسغني عنه. وماذا نتوقّع ممن رأسه لا يعرف المعادن الغالية ولا تقدر أفكار المدورة الراقية ويحاول إرضاء كل الأطراف على حساب العقل. مشكلتك - يا ولداه أنك تخاف أن تتركه يذهب لناد آخر وتخاف من حب الجماهير له وتخاف من بعده عنك وتخاف من قربه منك، فبدلاً من أن يصبح جوهرة في يدك استسلمت لنار الغيرة والحسد ووشاية من هو دونك فأصبح كرة نار بين يديك. يا ريسنا - اسمح لي أناديك ريسنا باعتبار انتمائي لناديكم، لم أكن أتصورك تغار من نجاح لاعب ويتحكم فيك مساعد ويحرضك حاسد. إن أردت المجد فكن شجاعاً في الحق وسيكون التاريخ في صفك. التاريخ ينصف الأبطال في الحق وليس من يبني بطولات وهمية..
وأووه يا زمني.. يا حظي.. يا أهلي!