فهد بن جليد
الكلمات المؤثرة التي قالتها شابة أمريكية للأطباء قبيل لحظات من وفاتها بسبب حضورها (حفل) في ولاية تكساس الأمريكية لمجموعة من الشبان المُشكِّكين بوجود (فيروس كورونا)، كفيلة بتنبيه كل شبان العالم حول حقيقة الإصابة والعدوى ونهاية الحياة، آخر ما قالته الشابة «اعتقدتُ أنَّ الأمرَ خُدعة» وفي التفاصيل التي روتها مسؤولة الصحة في مدينة (سان أنطونيو)، ونقلتها صحيفة (إكسبريس البريطانية) أنَّ هؤلاء الشبان الأصحاء نظموا حفلاً جماعياً مع أحد المُصابين للتأكد ما إذا كانت العدوى حقيقية أم لا؟ والنتيجة إصابات ووفيات حيث سجلت المقاطعة يوم الخميس الماضي فقط 18 ألف إصابة مع محدودية الإمكانات الطبية في المستشفيات، اليوم هناك العشرات من الحفلات الشبابية المُماثلة التي تقام حول العالم لتحدي الإصابة (بكوفيد-19)، أروي هذه الحادثة ليتعظ بعض رواد الاستراحات والمناسبات الشبابية لدينا، فكثير من الصور والمقاطع المتداولة من الأصدقاء أو حتى في وسائل التواصل تدق (ناقوس الخطر) مع عدم مُبالاة البعض بارتداء الكمامة في هذه التجمعات وعدم الالتزام بإجراءات التباعد.
لنتحدث بصراحة وشفافية، هناك تجمعات شبابية اليوم تقام دون التزام بإجراءات التباعد، بل إنَّ ارتداء الكمامة وسط هذه التجمعات يعتبر مثاراً للطقطقة والتندر، لذا نجد من يعتذر عن الحضور، وهناك من يضطر لمُجاراة المشهد والأقران وبالتالي يضع نفسه وعائلته في مرمى الإصابة والعدوى، هذه مَشاهد لا تحتاج إلى قانون لردعها -كونها تتم في أماكن خاصة ومغلقة- بل تحتاج إلى رفع جرعة الوعي عند فئة الشباب تحديداً، والتركيز أكثر على نشر بعض القصص التي فيها عبرة وعظة نتيجة حضور تجمع شبابي (دون ارتداء الكمامة)، ولربما كان لتوجيه رسائل توعوية من قبل مشاهير كرة القدم والفن بضرورة الالتزام أثر في ذلك.
حادثة الشبان المشككين في مصداقية الإصابة بأمريكا، وحقيقة الفيروس، تتعاظم اليوم في وسائل الإعلام الأمريكية، الجهات الصحية هناك جعلت من وفاة الشابة وإصابة الأصدقاء (رسالة واقعية)، يروي أبطالها المشهد بكل تفاصيله، لا أتمنى أن نستمع أو نشاهد حادثة مماثلة لدينا، ولكن واقع المرض عالمياً يقول (الصدمة جزء من التوعية الفاعلة أحياناً).
وعلى دروب الخير نلتقي.