مها محمد الشريف
من مميزات المملكة العربية السعودية أنها تحتل موقعاً إستراتيجيّاً مهمّاً نظراً لامتداد موقعها بين بحرين وقارّتين بمساحة تبلغ 2.1 مليون متر مربع، ونفهم في ضوء ذلك، ما تتميز به من مناظر طبيعية، وتضاريس مختلفة، إلى جانب عوامل جذب أخرى تاريخيّة، وثقافيّة، ودينيّة، ممّا يجعلها من أكثر البلدان جذباً للسياح، حيث تبدو سياسة البلاد مشروعة في عيون الآخرين وتتسع قوتها الناعمة منذ زمن طويل فهذا جزء من أمثلة عديدة ولها قدرة عميقة على الجذب والمكانة السياسية والاقتصادية في العالم.
أثمرت النتائج عن إطلاق موسم صيف السعودية «تنفس»، وذلك في الفترة من 25 يونيو وإلى 30 سبتمبر 2020، ليستمتع من خلالها كافة أفراد العائلة، وكذلك الأفراد والمجموعات، باكتشاف الطبيعة الساحرة، والتنوّع المناخي، والعمق التاريخي، والثقافة السعودية الأصيلة في عشر وجهات سياحية، وجاء هذا الإعلان خلال لقاء وزير السياحة الأستاذ أحمد بن عقيل الخطيب.
للوهلة الأولى يبدو السبب واضحاً، فالمملكة تتمتع بنفوذ أعظم مما يوحي به وزنها الاقتصادي، جاعلاً إيّاها في قائمة الدول ذات الدخل المرتفع، وارتكزت قوتها الناعمة على ثقافتها في الأماكن الدينية الجاذبة للآخرين، وقيمتها السياسية في الداخل والخارج، وسياساتها في الخارج يعتبر مورداً آخر من موارد القوة الناعمة، حيث تتوزَّع الوجهات السياحية لصيف موسم السعودية حول المملكة لتغطي معظم نقاط الجذب السياحي، في تنوّع هائل للأنشطة والفعاليات التي تتوافق مع طبيعة وطقس المكان.
وهذا يؤكد على تزايد أهميتها واستقرارها الاقتصادي والاجتماعي في عصر المعلومات المعولمة، وفي الوقت نفسه فإن الظرف الصحي الذي اجتاح العالم بفيروس كورونا المستجد أصبحت الحياة أكثر تعقيداً وعرضة للعدوى وذلك زاد من صعوبة السفر والتنقل بين الدول، وتوقف السفر إلى الخارج، علماً أن السياحة الخارجية هي الرائجة بمجتمعنا، فالظروف تغيّرت والناس تعمل من أجل سلامتها وسلامة الآخرين، فمن المناسب استثمار هذا الظرف الطارئ للترويج للسياحة الداخلية، وتعزيز هذا الاتجاه بالبحث عن الأماكن المناسبة للسياحة وتهيئتها وتوفير الأدوات التي تنقصها.
بالطبع، ليس هناك شك أن المملكة العربية السعودية تعد من بين أكثر الدول زيارةً في العالم، حيث تقدم بالأساس السياحة الدينية للمسلمين، بالإضافة إلى أنها تمتلك مقومات سياحية تجذب السياح وذلك كونها تمتلك العديد من المتاحف التاريخية والثقافية والعسكرية، بالإضافة إلى المواقع التراثية مثل مدائن صالح والدرعية، كما يزور البلاد أكثر من 12 مليون سائح سنوياً منذ عام 2013م معظمهم من المسلمين الذين يزورون مكة المكرمة والمدينة المنورة.
بمعنى آخر، أن المنعطف الذي سببه فيروس كورونا كلّف دول العالم الكثير من الخسائر البشرية والمادية، وقبل أن نتحدث عن التحديات التي تواجه الدول الآن، فقد سنحت لنا فرصاً كثيرة منها فرصة استثمار السياحة الداخلية ومعرفة الكيفية التي ستكون بالمستقبل، فإن أشياء كثيرة ستعتمد على فاعلية عجلة التنمية والقوة في عصر ثورة المعلومات والاتجاهات الاقتصادية والاجتماعية وعولمة الاقتصاد لتصبح القوة الناعمة ذات أهمية قصوى آخذة في تحويل العالم وتقليصه، تخلق أسراً افتراضية وشبكات عابرة للحدود أظهرتها المؤشرات الاجتماعية وخاصة في هذه الفترة.
فضلاً عن ذلك، فإن فكرة الهدف تعود إلى النمط المميز الذي جعلها في القمة بكل مقاييس الرقي والتعاون وتفاعل ملموس مع التطور الفكري والسياسي والاقتصادي لهذا المجتمع والتأثير القوي على المحتوى وأنماط التفكير، أضف إلى ذلك إستراتيجية تتسم بعمل دؤوب من أجل توفير الخدمات من قطاع السياحة في السعودية الذي يعتبر واحداً من أهم القطاعات الناشئة في المملكة، وكذلك السياحة الدينية واحدة من أهم الركائز المهمة.