د.إبراهيم بن جلال
اقرأ التاريخ إذ فيه العبر
ضاع قوم ليس يدرون الخبر..
هكذا ذكرني أمير الشعراء أحمد شوقي - رحمه الله - في إحدى قصائده الخالدة، عندما وقعت عيناي للوهلة الأولى على الشعار «الحاكي المحكي» بمعاني ظاهرة وخفية عدة لحج 41-20، وما يتضمنه معانيه من قُدسية وهيبة، مركزها بيت الله الحرام في منظر فني بديع، يعكس بعض ما تحمله المُناسبة العطرة من شعائر ومعالم وأهداف، وكأنها جعلت من جُنده حرفين يحتمي فيهما «الجيم» أخاه حرف «الحاء»؛ من كلمة «حج» يُزيِّنها شعار لفظي جديد، هي جُزء من قوله تعالى الآية 46 من سورة الحجر {ادْخُلُوهَا بِسَلاَمٍ آمِنِينَ}، حيث اكتُفي بكلمتي «بسلام آمنين»، وتعني كلمة «بسلام» أي سالمين من الآفات، و»آمنين» أي من كل خوف، لتتكون الدوائر الأربع يقطعها رقما 20 و41 كاختصار لعام 1441 هجرية الموافق 2020 ميلادية، باللون الأخضر، وما بينها من مساحات بيضاء، للطائفين والتباعد بينهم كـ»بروتوكول» صحي أثناء أداء المناسك، لتعكس الإجراءات الاحترازية التي قامت بها المملكة لإقامة الشعيرة وحماية صحة الحجاج في ظل جائحة عالمية.
إنه بناءً جمالي بنى فصوله بوضوح صنَّاع من شباب سعوديين في مركز التواصل الحكومي، أقل ما يُقال عنهم مبدعون.
فمكة قِبلة مُسلمي العالم، وبُوصلتها التي يهتدي بها المُسلمون من أقطار الأرض، حيثُ يُصلّون ويطوفون كل وقت وحين، يُظللهم دفء الرحمن بطيب مناسكه، ودروع الوطن الحامي وسعف نخيله بظلاله الرطبة، التي تُعبر عنها الهوية الإعلامية البصرية واللفظية الموحّدة لموسم حج هذا العام، امتدادًا للهويات السالفة، مع تغييرات طفيفة تتناسب مع حج هذا العام، وانطلاقًا من رؤية المملكة 2030 في توحيد الرسالة الإعلامية للأجهزة الحكومية، وتحقيق التنسيق والتكامل والتناغم في أدائها الإعلامي.