د.علي بن محمد القحطاني
تتكاتف الجهود في أوقات الكوارث وتصقل في بوتقة واحدة لمواجهة التصدي للكارثة ومنع حدوثها أو الحد من آثارها وخسائرها البشرية والمالية والنفسية والاجتماعية..الخ، فمن واقع الخبرات المتراكمة فإنه لا يمكن لجهاز أو وزارة في أي دولة القيام بهذه المهمة منفردًا، فلابد أن تتكاتف كل الجهات المعنية وتوحد صفوفها وتنسق مع الجميع على أعلى مستوى وبكل التفاصيل، ويمكن أن تكون الكارثة أكبر من قدرات وإمكانات تلك المدينة مما يستدعي طلب العون والتدخل على مستوى المنطقة، وقد تتحول إلى المستوى الوطني إذا خرجت الكارثة عن قدرة المنطقة، وفي النهاية قد تضطر الدول لطلب المساعدة والإغاثة من المجتمع الدولي سواء على المستوى الحكومي أو مؤسسات المجتمع المدني الدولية، والأمثلة على هذه الحالة كثيرة وليس هذا مجال لذكرها.
إن للتصدي للكوارث أعمالاً تكاملية مع بقية الجهات المكلفة بهذه المهمة وعلى كل جهة الالتزام بالمهام المطلوبة منها لإكمال جهود منظومة العمل ككل والعمل كفريق واحد، وهناك مهام وأعمال أصيلة قد لا يكون لها علاقة مباشرة بالكارثة من الواجب الاهتمام بها والحرص على أدائها ما لم يكن حجم الكارثة ونوعها أو اتساع رقعتها يتطلب غير ذلك، مثل أعمال ري المزروعات والحدائق في كوارث السيول والأمطار.
وطالما نحن في زمن كوفيد -19 وباء كورونا المستجد فسنتحدث عن الكوارث الطبيعية - الوبائي منها والتي لا تتعارض مع المحافظة على الزراعة والتشجير، ولكم الملاحظ تدهور في أعمال التشجير في الحدائق والطرقات والمساحات الخضراء -الطبيعي منها- والأماكن المخصصة لممارسة رياضة المشي.
قد يكون هناك تفسير خاطئ لهذه المهام فتهمل على الرغم من أن جلها إن لم تكن كلها تدار من قبل مقاولين سيطالبون بمستحقاتهم في وقت تقديم مستخلصاتهم، والخلل جلي يمكن للإنسان العادي ملاحظته في بعض المدن الكبيرة على وجه الخصوص، للأسف من تصحر للتربة وظهور الملوحة على سطحها وذبول الشجر والشجيرات وعدم تشذيبها وتقليمها في مواعيدها وظهور العشب العشوائي.
إن إدارة الري بشكل صحيح سيحول دون تراكم الملح عن طريق تصريف المياه بشكل كافٍ لتصفية الأملاح من التربة، لأن تراكمه على التربة سيعيق امتصاص الجذور للماء، هذا إذا لم يكن الخلل في نوعية التربة أو عدم إضافة محسنات لها، وكل ذلك يوحي بخلل في عملية الزراعة وتحتاج لمراجعة شاملة من بداية اختيار التربة ومعالجتها لاختيار الشجيرات والأشجار إلى عملية الصيانة ومواعيدها والري وأوقاته. هذا أحد أمثلة الأعمال الأصيلة وسنتطرق لأمثلة غيرها -بإذن الله- في مقالات قادمة.