عبد العزيز بن علي الدغيثر
(بصراحة).. كشفت جائحة كورونا - التي تسببت في توقف المنافسات الرياضية - نظام الإعارة في منظومة الاحتراف الدولي، وأنه نظام ناقص ومضر لأن الإعارة أشبه بالإيجار الذي ما إن ينته إلا ويصبح المستأجر تحت رحمة وعطف المؤجر مادياً ومعنوياً وهو ما ينطبق على نظام الإعارة الحاصل في منظومة الاحتراف في كرة القدم ولكم فيما يحدث حالياً أكبر مثال.
فما إن انتهت عقود بعض اللاعبين المحترفين إلا كان الاستغلال والمساومة ولي الذراع الحدث الأبرز من قبل بعض الأندية أو بعض اللاعبين ووكلاء أعمالهم فيما تبقى من منافسات الموسم.
هل من العقل والمنطق أن يطلب ناد ثلاثة ملايين يورو - أي ما يقارب أربعة عشر مليون ريال سعودي - لتمديد عقد لاعب لثلاثة أشهر أو أقل، ويخطئ من يعتقد أنه لا علاقة لوزارة الرياضة واتحاد الكرة فيما حدث لبعض أندية دوري المحترفين السعودي فكلاهما مسؤولان مسؤولية كاملة عن الأندية ومنافساتها وما يحدث لها من ابتزاز ومشاكل مع أطراف أخرى ذات علاقة مع لاعبين أو مدربين وعقودهم المنتهية أوالمعارة على حدٍ سواء.
لقد كان على الجهات المعنية أخذ الحذر والدراية والحيطة من استغلال بعض الأندية التي تملك عقود لاعبين معارين لدينا أو مشكلة نهاية عقود بعض منهم والذي اضطرت بعض الأندية على مضض لتمديد العقود لعام كامل بعد رفض اللاعب التمديد الجزئي لمدة ثلاثة أشهر وهي المدة الكفيلة لنهاية جميع المنافسات لهذا الموسم، والحقيقة أن هذا ما حذرنا منه سابقاً وفي أكثر من مقال إن الاستغلال والمساومات سيكونان العامل الأبرز في الفترة القادمة في حال عودة المنافسة خاصة بعدما اشترط الفيفا قبول كل الأطراف إذا ما أرادا تمديد العقود مع تمديد الموسم ونهايته.
اليوم بعدما اقتربت عودة المنافسات من جديد يتضح أن هناك أكثر من ناد قد تضرر وفقد لاعبين كثرا بسبب المزايدات وفرصة استغلال الموقف، والسؤال المطروح هل اتخذ المسؤول المعني بالأمر احتياطات وحلولا للمشاكل التي قد تحدث قبل اتخاذ القرار؟ وهل الحلول المناسبة والمعقولة متواجدة في أدراج أو على طاولة صاحب القرارات المتعددة والمهمة لعودة أهم البطولات اسماً ومسمى؟ هذا ما كنا ولا زلنا نتمناه.
نقاط للتأمل
- لا أعتقد أن النصر والتعاون هما فقط المتضرران بسبب مشكلة عقود اللاعبين المنتهية أو من نظام الإعارة، فالأهلي كذلك يعاني وقبلهما عانى ولا زال فريق الاتحاد فنظام الإعارة مشكلة وزاد من تفاقمها قرار استكمال الدوري الذي توقف قسرياً بسبب جائحة كورونا.
- يذكرني حال بعض الأندية التي تملك عقود اللاعبين المعارين أوحتى بعض اللاعبين الذين انتهت عقودهم بصاحب الأرض عندما يعرف أن الذي يريد شراءها هو صاحب البيت الذي بجانبها حيث يملي شروطه ويضع السعر مضاعفاً على ما كان يتطلع إليه.
- ما يحدث في نادي الاتحاد أمرغريب، لاعب يخرج من المعسكر بحجة مستحقاته التي تقدر بعشرين مليون حسب كلامه ثم يعود ويعتذر دون إعلانه عن حصوله على ما كان يطالب به فما الفائدة من اتخاذ قرار الخروج؟ وكيف يعود باعتذار وهو صاحب الحق في الحصول على مستحقاته فهو لم يكسب عنب الشام ولا بلح اليمن ويا زمان العجايب وش بقى ما ظهر.
خاتمة
إذا اغتنى البخيل فلا تزره فبيت الشح تنقصه الزيادة، وإذا افتقر الكريم فزره فشم الورد بعد القطف عادة
وعلى الوعد والعهد معكم أحبتي عندما أتشرف بلقائكم جميعاً كل يوم جمعة عبر جريدة الجميع (الجزيرة) ولكم محبتي وعلى الخير دائماً نلتقي.