كثيراً ما نسمع هذه العبارة القديمة والمتجددة والجافة التي لا تحمل أي معنى للإنسانية في عالمنا العربي الكبير، ولا شك أن مبتكرها ضليع في القانون وممن شاركوا في كتابة بنوده وساهموا بترك تلك الثغرات التي لا يتنبه لها ذلك الإنسان العادي حسن النية الذي يصفونه بـ(المغفل أو الغبي) لأنه لا يتمتع بنفس درجة مكرهم وخبثهم ودهائهم، تركوها للإطاحة بذلك المسكين ونُصرة موكليهم، ولا يتم اكتفاؤهم بخداعه والمشاركة في نهب حقوقه ونصرة موكلهم عليه بل يقومون بالشماتة بسقوطه بالحفرة التي حفروها له عند وضعهم تلك المطبات والثغرات القانونية ليسقطوه فيها دون علمه، وكأني بهم يخدعون أنفسهم بإطلاق تلك العبارة الظالمة.
ولو سلمنا جدلاً أن (القانون لايحمي المغفلين) فلماذ تصيغونه ليكون كذلك؟!، ولماذا تجعلون منه حامياً للمحتالين والنصابين؟!
ولماذا يتم إخراج ذلك المجرم أو المحتال أوحتى القاتل كالشعرة من العجين عندما يقوم بتوكيل محامٍ مشهور يتقن الخروج من دهاليز وثغرات ذلك القانون؟!
ولماذا تم تطويع القانون وجعله وسيلة مطاطة لا يتقن اللعب بين متاهاتها سوى المحامين المهرة فقط؟!
وختاماً أناشد الجهات المختصة وذوي الضمائر الحية أن يكونوا أكثر انتصاراً للطيبين وتمكينهم من حقوقهم والعمل على إيقاف وصمهم بالغباء، وأن يعملوا على سد تلك الثغرات التي يتمكن المحتالون من النفاذ من تطبيق الأحكام بحقهم، وأهيب ببعض السادة القضاة بمحاكم العالم أن يحكّموا ضمائرهم ويحكموا بروح القانون وينصبوا أنفسهم حماة للعدل والطيبون ويداً مؤدبة للمجرمين.
** **
- حمود بن عودة الشمري