النكاح حياة ممتدة إلى الموت والاندثار، ومن يتقدم في نكاح الفتاة إما تحيا حياةً سعيدةً رائعةً بسببه أو حياةً بئيسة تعيسةً بسبب الزوج، والفتاة لا تعرف حقيقة الخاطب المتقدّم لزواجها، لصغر سنها وعدم خبرتها بالرجال، فالإسلام أعز المرأة المسلمة. فجعل وليّها والدها أو أشقاءها أوالقاضي الشرعي في حال خطبتها للنكاح، البحث عن الخاطب وصلاحيته للزواج وعدم فساده وانحرافه مالياً وخُلقاً وتقديم معلومات لها عن صلاحية الخاطب شرعاً وعقلاً، يقول عليه الصلاة والسلام للولي الشرعي، (إذا أتاكم من ترضون دينه وخُلقه فزوجوه، إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد كبير)، فالمرأة قد لا تعلم عن الخاطب لها لزواجها شيئاً، وقد يظهر لها بمظاهر خادعة من أنه غني ويملك عقلاً نافذاً.
فكم من فتيات خدعن بأزواج ماكرين بزواج أنفسهن له من دون ولي شرعي، وبعضهن أقدمن على الانتحار في بعض دول أوروبا وشرق آسيا بسبب مصائب الزوج معها، التي تزوجته بنفسها، لعدم معرفة تاريخه الحقيقي، لكن الولي الشرعي للفتاة هو والدها أو أشقاءها أوالقاضي الشرعي في بلدها، يبحث ويتقصّى ويقدّم معلومات لها عنه خلال البحث والتقصي، وكم سلمت فتيات من أزواج سيئين أصحاب مخدرات، وقطّاع طرق، وسرّاق، ومريضين نفسانيّين وعقليّين شبه مجانين يستخدمون علاجات عقلية لا تعرف الفتاة عنهم شيئاً ولا ترضاهم لحياتها، وبسبب بحث الولي الشرعي عنهم والتأكد من سلامتهم للفتاة في الزواج، تتضح الحقائق لها عنهم، بسبب الولي الشرعي والدها أو أشقائها، أو القاضي الشرعي في قريتها الذي تتقدّم له لمعرفة الخاطب والعقد لها فيبحث عن سيرته وسلامته أخلاقياً وصحياً ثم يخبرها بالنتيجة وإذا تبين عدم سلامته من المصائب وأخبرت عنه ورغبت زواجه به لا توافق عليه، رأفةً بها، وحتى تعيش وتحيا الفتاة، حياةً كريمةً، وقد فرض الإسلام الولي الشرعي للمرأة في النكاح فقط دون غيره في حياتها سواءً في البحث عن وظيفة والتصرف بمالها وإنشاء الشركات والمصانع للفائدة المالية لأن الخسارة بمالها أقل وأخف بكثير من الخسارة في حياتها بسبب الزواج ولأن الخاطب الذي يتزوجها يبقى ليل نهار معها ويطلّع على كافة حياتها، وما ذاك إلا لإيجاد الحياة الكريمة السعيدة للفتاة في حياتها، وقديماً قيل، لا يقطع الحديد إلا الحديد، ولا يعرف الرجال إلا الرجال، الخاطب رجل ولا يعرفه إلا رجل مثله فوضع الولي الشرعي، من أب الفتاة أو أشقائها، أوالقاضي الشرعي لمن لا ولي لها في الحياة، لمتابعته والبحث عنه وتقديم المعلومات عنه لضمان نجاح الزواج.
** **
عبدالله بن عبدالرحمن الدويش - قاضي استئناف سابق