كان يوماً عصيباً ذلك اليوم الذي فوجئتُ بسماع سقوط شُرفة منزل زميلي وأخي الدكتور عبدالرحمن صالح الشبيلي في باريس، فاجأته الشُّرفة -رحمه الله- فسقط على رأسه، وتأثّر الدُّماغ، نُقل إلى المستشفى هناك، وفي المستشفى ذكروا أنه مات -رحمه الله- دماغياً رغم أنّ نبضه ما زال يخْفق ودقات قلبه توحي بالأمل في استمرار حياته، وسعوا الأهل في نقله إلى المستشْفى التخصصي في الرياض، واستجابت الدولة الرشيدة كعادتها وتمّ نقله، إلاّ أن ساعته أزفتْ، فغادر -رحمه الله- الفانية إلى الباقية مُشيّعاً بدعاء أهله وذويه ومحبّيه، افتقدتُ برحيله أخاً صادقاً وصديقاً مُحباً وزميلاً وفِيَّا، عُرف -رحمه الله- بهدوئه وترفُّعِه عن المشاحنات والصدامات، يُدْلي بِرأيِه فإن عارض معارضٌ نأَى بنفسه ترفُّعاً وحياءً وإبْقاءً لوشائج الصداقة والأخوة، عاش بين زملائه موقّراً ومحبوباً ومرجِعاً للمعرفة والثقافة، كرَمته الدولة في احتفال الجنادرية كشخصية عام 1438هـ في مجال الثقافة والإعلام، ومنحه وسام الملك عبدالعزيز من الدرجة الأولى، وشرّفه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز بتقليده الوسام، ومن حقّه علي وعلى زملائه أن يصدُرَ عنه كتباً، فبادرتْ مؤسسة الأمير عبدالرحمن الأحمد السديري الثقافية في الغاط، فأصدرت كتاباً عن الراحل العزيز، وجمّعْتُ ما أنشدتُه من مراثي في مناسباتِ تأبينه رحمه الله في كِتابٍ بعنوان (الشبيليّاتِ) وأصدرته في ديوان عبّرتُ فيه عن مشاعر أهله وذويه ومُحبيه، وسيبْقَى في ذاكرتنا إنساناً كريماً ووفياً وحيِيّاً، رحمه الله وجعل الجنّة مأواه.