رمضان جريدي العنزي
إن رفع الحظر الكلي لا يعني عودة الحياة كما كانت قبل فيروس كورونا مثل التجمعات العائلية والتكدس الكثيف والازدحام في الأسواق والاستراحات وقاعات المناسبات والأفراح والتقبيل والمصافحة، ففيروس كورونا ما زال في ذروته عدواً شرساً لدوداً وقاسياً، لا يعرف التهدئة والمهادنة والتفاهم، إن على الجميع أخذ الحيطة والحذر والعبرة والوعي التام واليقظة، إن الاختلاط واللامبالاة وتدني روح المسؤولية والعشوائية نتائجها مأساوية ومدمرة، لقد بذلت دولتنا الرشيدة أعزها الله الغالي والنفيس من أجل المواطن والمقيم ودفعت من أجلهم الباهظ من الأثمان، إن من أراد استمرار الحياة السليمة والصحة والعافية لنفسه ولأسرته ومجتمعه فليفعل، وذلك بالأخذ بالمحاذير، وتتبع التدابير، ومن أراد غير ذلك فليتوقع المرض والمعاناة والفقد والحزن، إن وباء كورونا ما عنده لطف ولين، ولا يعرف العطف والرحمة، وما زال في ذروته وشراسته وعدوانه، والإصابات به لم تتوقف وعلينا من أجل وأده ودفنه للأبد تفعيل العقل والحكمة والمنطق، واتباع الإرشادات واتخاذ التدابير الوقائية والعمل بها، بعيداً عن جنون العاطفة، وبرود الحس، وتجمد المشاعر، وفلتان المسؤولية، واتباع الهوى، إن المعركة لم تحسم بعد مع هذا العدو المخفي اللدود، فهو ما زال في الميدان، يتمتع بالشدة والقوة، يتحين الفرص، ويتقن المراوغة، يتربص بالناس، ولا يحاول الاستسلام، محدثًا ألمًا وحزنًا هنا وهناك، مما يستدعي من الجميع البقاء على أهبة الاستعداد، واتباع الإرشادات والتعليمات، لأن أي تهاون أو تلكؤ أو خلل سيكلف الجميع خسائر جسيمة، فتذهب كل التضحيات والبطولات أدراج الرياح، هباءًا منثورًا، (وكأنك يا أبا زيد ما غزيت)، إننا نعيش التحدي مع هذا العدو المرعب، وعلينا وجوب هزيمته والانتصار عليه، بأقل الأثمان والخسائر والآلام، لا نريد لهذا الفيروس أن يدخلنا في نفق مظلم، وحظر جديد، وسيناريوهات معتمة، إن هذا الفيروس الذي لا يرى بالعين المجردة قد أذهلنا بقدرته على التحدي والصمود والانتشار الكبير، وعلينا أن نذهله ونصدمه بوعينا ومسؤوليتنا ورقينا وتمدننا وقدراتنا العلمية وبحوثنا الطبية، علينا أن نقلب الطاولة عليه، نحثو عليه التراب، ونرميه بحجر، وذلك من خلال تفهمنا ووعينا والتزامنا التام، وتطبيق برتوكول التباعد، وغسل اليدين، وارتداء الكمامة، والابتعاد عن الزحام والمزاحمة، نسأل الله أن يحفظنا وولاة أمرنا ووننا من كل شر ومكروه وبلية، وأن يلطف بنا جميعاً.