مها محمد الشريف
شهدت إيران عدة انفجارات حول منشآت عسكرية ونووية وصناعية منذ نهاية يونيو، وتحدثت مصادر رسمية عن هجمات سيبرانية أدت إلى بعض هذه الحوادث المتفرقة، تضررت على إثرها مواقع حيوية بما فيها منشآت نطنز النووية ومعامل تكرير للبترول في الانفجارات الأخيرة.
تتداخل الأحداث وتتشابك الأفكار إلى حد يصبح فيه الواقع لا يشبه الحياة، وكيف ينظر العالم لهذه السياسة الغامضة فكثير يتساءل ويحسن الظن بأن التفجيرات من أطراف خارجية مجهولة حسب تصريحات المسؤولين الإيرانيين، وأن القوات والآليات مجهولة المصدر تدمر وتفجر وهم صامتون، لا شك أن في مثل هذه المواقف المفاجئة يستحيل من نظام إيران الإرهابي أن يصدق بما يقوله ولا يؤخذ به.
أليس ثمة من يسأل أيضاً من يكون وراء التفجيرات، هل هي لتحقيق مكاسب داخلية وخارجية، فمن عاداتهم اختلاق الأحداث وتوزيع تفاصيلها على استقطاب الشعب وإشغاله عن التدهور الاقتصادي والتدهور الصحي - الشعب المتذمر والحانق على حكومته- بحيث يحرك النظام المشهد في الداخل ليصبح الشعب أمام ملف وطني وأمن دولتهم.
لقد أعادوا للأذهان الألاعيب القديمة وتسليط الأضواء على إظهار دور العقوبات السلبي بمنع قطع الغيار وهذا السبب بالانفجارات والأعطال ونتائجه الكارثية، والأمر الآخر انتظار نتائج الانتخابات وخسارة ترامب، فهو يشتري الوقت بثمن باهظ.
وذهبت وسائل أعلام من عدة جهات إلى تلميحات وإشارات وشكوك تحوم حول دول بعينها، ولكن الحقيقة تكمن في سلبية النظام والتهرب المدروس من مطالب الشعب وتوحيده وإقناعه بخطر عدو خارجي، والإحصائيات تؤكد أن ضحايا إرهاب الدولة من المدنيين قد فاق كثيرًا ضحايا الإرهاب الآخر.
وبحسب موقع «إيران إينترنشنال»، قال جهان دوست إن حريقًا اندلع في أحد مخازن المكثفات الغازية في مصنع «بترونفت» الذي يقع في منطقة كاويان الصناعية التي تبعد 75 كيلومتراً عن مدينة مشهد.
وأفادت وكالة أنباء مؤسسة الإذاعة والتلفزيون الإيرانية بأن «الانفجار الذي حدث في الشركة التي تنتج السوائل الغازية القابلة للاشتعال تسبب في خسائر وأضرار هائلة لهذه الشركة وشركة أخرى مجاورة لها»، وكشف أن «الحادث لم يسفر عن خسائر في الأرواح». تضخيم الخسائر وتصغير الأهمية تناقضات مبهمة تفيد أن هناك نقطة تحول كبيرة تشير إلى مخطط إرهابي كبير.
فالأحداث المتلاحقة في المنطقة وفي الدول التي تدخلت بها إيران تزداد سوءًا فانهيار عملات لبنان وسوريا وإيران نفسها يشير إلى أزمة خانقة تهدد المشروع الإيراني بالتمدد في العالم العربي وهذا بدوره انعكس على الداخل، ولذلك فإن ممارسات النظام معتادة بمثل هذه الأزمات إذ تتجه لافتعال الأحداث داخليًا، لإعادة تشتيت أنظار الشعب عن الكوارث الاقتصادية.
تلك المغامرة ستبقى خالدة في تاريخ نظام إيران العنكبوتي الذي يتحرك وفق قرارات وتوجهات أمنية معقدة ولا يتوانى عن استخدام أي أسلوب في حال تعرضه لأي أزمة، سواء من اغتيالات داخلية والقيام بأعمال تخريبية داخلياً وخارجياً فهم مجرد نظام متطرف إرهابي يختطف بلدًا بأكمله وينشر الدمار في جواره ويقوم دائماً على سياسة المراوغة والانحناء للعاصفة أو مواجهة أي أزمة بدموية مطلقة مهما كلف الثمن.