عبدالكريم الحمد
موقعة كروية منتظرة بين الهلال والنصر تحمل طابع عراك تاريخي ليس على المستوى الفني فقط، بل إثارة ينتظرها الشارع الرياضي السعودي على المستوى الإعلامي والجماهيري تجمع بين حامل لقب البطولة في الموسم الماضي ومتصدر ترتيبها الحالي، فرغم تفوق الهلال وابتعاده بست نقاط عن منافسه في مركز الوصيف النصر؛ إلّا أن الأخير ما زال يمني النفس باللّحاق بالمتصدر كما فعلها في نهاية الموسم الماضي وتتويجه ببطولة الدوري بعد أن استغل الظروف التي حاصرت وتكالبت على الهلال.
وبكل تأكيد فإن لقاء الجولة الـ23 بين المتصدر ووصيفه سيحمل في طياته مكاسب لا تحصى للفريق المنتصر، أهمها توسيع الفارق النقطي أو تقليصه؛ إضافة إلى المكاسب المعنوية والنفسية التي سينعم بها الفريق الفائز سواءً على مستوى اللاعبين أو حتى على مستوى إدارة النادي؛ والافتكاك من ضغط الجماهير والنقد الإعلامي، كما أن التفوق في الديربي سيمنح صاحبه أريحية في استكمال الموسم وبـ«نفس مفتوحة» في ظل الاستحقاقات المقبلة والمتلاحقة للفريقين (الدوري وكأس الملك ودوري أبطال آسيا).
أما انعكاس الخسارة في ديربي الرياض فإنه وبلا شك سيكون قاسيًا على الصعيد الجماهيري أولاً كونها لا تعد المباراة مجرد 3 نقاط فقط، بل الأمر سيمس كبريائها ورهانها على فريقها، كما أن الخسارة ربما تهزم طموحات المتصدر وتعيده للمربع الأول رغم الفارق النقطي، أو تكون بمثابة استسلام مؤلم وصريح من الوصيف، بينما تعادل الفريقين سيكشف لنا على الأقل مدى جاهزية الفريقين الفنية واللياقية على أرضية الملعب مما يسهّل توقع حظوظهما خلال الجولات السبعة المتبقية.
وبالنظر إلى معسكر الفريقين (الهلال والنصر) فإن الملاحظ هو صمت وعمل بهدوء في البيت الأزرق سواءً على الصعيد الإداري أو الفني، وصخب ومفاجآت غير متوقعة في البيت الأصفر؛ خصوصاً على مستوى العمل الإداري كمشكلة رواتب (جوليانو) الأخيرة، ورفض الحارس الأسترالي دخول التدريبات حتى تمديد عقده، والعجز في حلّ تمديد إعارة (مايكون)، إضافة إلى المستحقات والقضايا المالية التي تحاذفت على إدارة صفوان السويكت مما قد يُفقد التركيز نوعاً ما ويسبب خللاً معنوياً على أقل الأحوال في جانب المعسكر النصراوي.
قبل الختام
الهلال لا يخسر الديربي في أغسطس، فعلها عام 2015 في نهائي السوبر السعودي في لندن.. هل سيكرر عقدة أغسطس؟