علي الخزيم
أحداث ووقائع مؤلمة مع تزايد أعداد العمالة السائبة (الرديئة) التي تُتْرك بلا مُوجِّه ولا مسؤول يتابعها ويحاسبها، كفيلها غائب لا يَعرِف أين تقبع عمالته؛ وأين وماذا تعمل؟ يهمّه المعلوم المادي الشهري منهم حسب الاتفاق، ولا يعنيه بعد ذلك أمر تلك العمالة ولا ما تجنيه على حساب وطنه ومواطنيه؛ لانعدام الحس الوطني الاجتماعي، وكذلك حين يعطف وطننا الطيِّب الكريم المِعطاء على أبناء أوطان عربية ابتُليَت بأنظمة ظالمة جَنَت عليها وقهرتها ودفعتها للتشرد وهجر بلادهم طلباً للستر والسلامة والرزق؛ ثم بعد أن تَنْعُم هذه الجاليات بالأمن والطمأنينة ورغد المعيشة بالبلاد التي ضمتهم واحتوتهم كأخوة بالدين والعروبة فإذا بعضهم -نعم بعضهم ولا أعمم- (يَقْلِبون لها ظَهْرَ المِجَنّ) ليبدأ أفراد وعصابات منهم بممارسة الغش والتزوير والسرقات بالتهديد بالسلاح وقطع الطرق وانتحال شخصيات ومهام رجال الأمن بكل صلافة ووقاحة وجُرأة تنبئ عن جهل بصرامة الأنظمة بمملكة العزم والحزم، أو هي المغامرات غير المحسوبة التي تَتَّخِذ من السلامة عادة لينتهي بهم الأمر إلى ما يتردد بالأخبار الأمنية (تم القبض) على مجرمين وعصابات من جنسيات كذا وكذا، حتى لو كان بينهم مواطن مُغرر به، فالأغلبية منهم جاليات حالهم كما مر وصْفُه.
الجهات الأمنية لم ولا تخفي في إعلانها عن إحباط مثل هذه الجرائم عن اشتراك مواطن أو أكثر بمثل تلك الأعمال الإجرامية، بل إنه قد يُعلن عن أن جميع أفراد العصابة مواطنين! فلا يخلو بلد من أشرار قلُّوا أو كثروا، لكننا هنا ولله الحمد بمملكة الخير والإنسانية لا نلمس سوى نسبة ضئيلة لا تكاد تقاس ببلاد أخرى بمستوى الجريمة المسجلة ضد مواطنين، وتُعاني تجمعات سكانية بمناطق في المملكة من تزايد نسبة الجريمة تبعًا لنوعية سكان تلك الأحياء الذين جمعتهم ظروفٌ معينة فتزايدوا وتعمَّدوا تشعُّب وتفكيك ترابطهم الأسري تمويهًا على الجهات التنظيمية والأمنية التي لم تغفل عن هذه المسألة ولا تعجزها الإحاطة بهم، وكان المأمول منهم مبادلة المعروف والإحسان بالتزام الأنظمة والتقيد بتعليمات البلد المُضيف الذي منحهم كل ما تمنَّوه وأكثر، فأنكروا هذا الجميل وتنكروا لأصحابه، وحين شعروا بمزيد من الطمأنينة أخذوا يكيلون للبلد المضياف المُغيث أسباب العداوة والتشكيك وربما التعاون بصور خفِيَّة ملتوية مع المناوئين للوطن، مؤكدين القول المأثور: إذا لم تستح فاصنع ما شئت! فيما تجدهم بمواقع التواصل الاجتماعي يتشدقون بعبارات الرقي والذوق العام والأمانة، وأفعالهم تناقض أقوالهم!
(تم القبض): تَسُر المواطن النزيه المُخلص الذي يرى أن عَمَالَة تملأ الأرصفة؛ وتمتهن أعمالاً دونية لم تُستقدم لها وتمارسها للتستر على ما هو أكبر وأطم.