م/ نداء بن عامر الجليدي
حصلت لي فرصة خلال الفترة الماضية للاطلاع على أعمال مركز البيانات البلدية واتخاذ القرار بوزارة البلديات المنشأ حديثاً وهو عبارة عن ترجمة فعلية لمركز التفكير أو خلية التفكير أو كما يحب أن يطلق عليه عبارة (ثنك تانك) (Think-Tank) لتقديم حلول أو وضع سياسات أو استراتيجيات نهضوية شاملة أو فرعية من خلال دراسات تتمتع باستقلالية تامة ومصداقية عالية على مستوى العمل البلدي - وأزعم من وجهة نظري أنه سوف تكون وزارة البلديات من خلاله قائدة لهذه الفكرة على مستوى الوزارات الأخرى لتحذو حذوها -لأن نجاح الدول في مشاريعها النهضوية يعود إلى مدى اعتمادها أسلوب أو نهج الاعتماد على (مراكز التفكير) التي انتشرت في مختلف مناطق العالم. فما بالك إذا كان في وزارة تقدم أكثر من 500 خدمة بلدية للمواطن والمقيم بشكل يومي، فمن حقه أن يكون صانع القرار بهذه الوزارة قبل اتخاذ أي قرار أن يقدم له التحليلات المُعمَّقة والمنهجية حول المشكلات والقضايا الساخنة التي تواجه السياسات العامّة من خلال هذا المركز، وكذلك إلى مَن يبلور له الخيارات، ويوضِّح له السياسات، ويفصِّل له القضايا بشكل دقيق وعلمي، كما من مهام مركز اتخاذ القرار هو اقتراح البدائل وطَرْح الخيارات، وذلك من خلال طَرْح الحلول والبدائل المتنوّعة، بناءً على تقييم السياسات والبرامج المُطبَّقة. بالإضافة إلى توضيح الأولويّات والمستجدّات العاجلة أو الفورية؛ وذلك من خلال البحوث العلمية والتطبيقية الميدانية واستطلاعات الرأي لجميع ما يتعلق بالعمل البلدي لتطويره وقياس مدى الرضى عنه. فمن وجهة نظري وختاماً للمقال أحببت أن أوضح بأن العمل البلدي وإدارة المدن تحتاج إلى التفكير «خارج الصندوق» وبعيدًا عن تأثيرات ومظلَّة العمل البلدي التقليدي الحالية.. ولابدَّ من خلال مراكز التفكير تبنِّي رؤية لمستقبل المدن وتوازن التنمية فيها بحيث يتم دعم المدن الكبيرة نحو التوجه للاستقلالية المالية والإدارية والاعتماد على إيراداتها الذاتية وتخفيف العبء على الإدارة المركزية. وسيمكِّن ذلك من زيادة الدعم المالي والإداري للمدن الصغيرة، وانتشالها من الانحسار عن خريطة التنمية السعودية...... ودمتم بود