حلت جائحة كورونا على العالم، وكشفت لنا عن قوة من اتكل على الله، واهتم بالأخذ بالأسباب، وانطلق من مسؤوليته الأخلاقية الواجبة إزاء وطنه وشعبه. وكانت المملكة العربية السعودية بقيادتها في أول مصاف الدول القوية؛ بتوكلها على الله، وأخذها بالأسباب، ووجه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود خطابه للشعب السعودي قائلاً: «نمر بمرحلة صعبة من تاريخ العالم لكنها ستمضي بإذن الله، وصحة الإنسان أولاً»، وأكد العاهل السعودي أن السعودية مستمرة في اتخاذ الإجراءات الاحترازية لمواجهة فيروس كورونا المستجد (COVID_19) ومن هذه الإجراءات تعليق الدراسة في المملكة العربية السعودية، وتحويلها إلى دراسة عن بعد.
تكاتف كافة المجتمع السعودي مع حكومته الرشيدة في أزمة وباء كورونا، وظهر دور المؤسسات التعليمية، والعلمية في هذه الأزمة. من بين تلك المؤسسات التي كان لها دور فعال في الأزمة؛ دارة الملك عبد العزيز وهي: مؤسسة متخصصة في خدمة تاريخ، وجغرافية، وآداب، وتراث المملكة العربية السعودية، والجزيرة العربية، والعالم العربي والإسلامي. ونظمت دارة الملك عبد العزيز منتدى الدارة: «الذي يقدم سلسلة من المحاضرات المعرفية ذات الطابع النقاشي، مما يعزز دورها في إثراء الحراك الثقافي في المملكة العربية السعودية».
استمرت المحاضرات بشكل دوري طوال شهرين متتابعين هما: شهر رمضان المبارك، وشهر شوال لعام 1441ه، في يومي (الأحد - الأربعاء) من كل أسبوع. ويديرها د. محمد بن علي العبد اللطيف. كما قدمت المحاضرات مواضيع مهمة من مختلف التخصصات في التاريخ: (التاريخ القديم -التاريخ الإسلامي- التاريخ الحديث والمعاصر). وقُدمت تلك المحاضرات على يد كبار المتخصصين، وأساتذة في تخصص التاريخ من مختلف الجامعات السعودية، والخليجية، والعربية بل حتى الجامعات العالمية (الأمريكية)، لتقديم المحتوى المعرفي للمحاضرات. وتقدم الدارة لحضور تلك المحاضرات (شهادات حضور للمحاضرة عن بعد).
والجدير بالذكر أن هدف الدارة من تلك المحاضرات هو: تقريب علم التاريخ، وفنونه لجميع فئات المجتمع المختلفة، والتثقيف حول بعض قضايا، ومحاور التاريخ. وكان التسجيل في المحاضرات متاح للجميع حتى لغير المتخصصين في التاريخ من خلال موقع الدارة الإلكتروني. وكان يصل أعداد المتابعين للمحاضرات ما بين (500 - 2000) متابع، واستفاد منها الجمهور بشكل عام من مختلف مناطق المملكة العربية السعودية، ومنطقة الخليج العربي، ومن مختلف أنحاء العالم العربي مثل: (جمهورية مصر العربية - المملكة المغربية- الجزائر - ليبيا - العراق- الأردن).
وفي الختام نشكر دارة الملك عبد العزيز ممثلة بمعالي الأمين العام الدكتور فهد بن عبد الله السماري، وجميع القائمين في منتدى الدارة على هذا العمل القيم والمفيد؛ الذي خدم تاريخ المملكة العربية السعودية في ظل الأوضاع الراهنة التي يعاني منها العالم بسبب أزمة كورونا، وحرصها على تقديم الفائدة العامة للجميع، وليس فقط لطلاب، وطالبات الدراسات العليا، والمتخصصين في التاريخ فجزاهم الله عنا جميعاً خير الجزاء، وشكر الله سعيهم على هذا العمل الذي أثبت لنا أن لكورونا محاسن من بينها تقريب المؤرخين في العالم، وتقديم نعمة العلم، والخبرة، والفائدة للتاريخ.
** **
- نوال بنت إبراهيم القحطاني