د.عبدالعزيز الجار الله
عودة من جديد للأمة العربية أو للدول العربية أو للجامعة العربية كان آخرها اجتماعات البرنامج التنفيذي لمنتدى التعاون العربي الصيني (2020- 2022) الذي عُقد يوم الاثنين الماضي برئاسة مشتركة لوزير خارجية الأردن ووزير خارجية الصين.
العالم العربي يعيش وسط تجمعات إقليمية وقوميات وشعوبيات تتماسك مع بعضها، والعرب يزدادون خصومة وتباعداً سياسياً واجتماعياً وحتى نفسياً، العرب تحيط بهم قوميات متعدِّدة تظهر لها العنف والكراهية:
- من الشرق قومية فارسية ومذهبية شيعية تتمحور حول إيران، تبغض العرب وتكن العداء للعنصر العربي والتاريخ العربي كانتقام من التاريخ العربي والإسلامي الذي تمدَّد مع انتشار الإسلام.
- من الشمال الغربي تركيا التي تسعى إلى تجميع وحشد القومية المتعدِّدة للترك والتركمان، في تركيا وآسيا الوسط لخلق قوة قومية تحت مظلة القومية العثمانية التركية، والدولة العثمانية الإسلامية حتى لو لم تكن الدول تعود أصولها للعنصر التركي التي كانت تحت منظومة الدولة العثمانية.
- من الشمال الشرقي القومية الكردية التي تطمع باقتطاع أراض عربية من العراق وسورية والأحواز المحتل من قبل إيران على طول الحدود مع الأراضي العراقية، والشاطئ الشرقي من الخليج العربي وبحر عمان.
- ومن الغرب الاتحاد الأوروبي الذي ما زالت دوله لها أطماع في الأراضي العربية، ومصالح سياسية واقتصادية، والسعي إلى الهيمنة في الشمال لإفريقي ودول الشرق العربي، والحوض الشرقي للبحر الأبيض المتوسط.
- ومن الوسط الغربي القومية الحبشية محورها إثيوبيا التي تعمل على تشكيل إفريقي حبشي يلتف حول إثيوبيا.
هذه التشكيلات من القوميات المتعدِّدة التي تعمل على الانقضاض على الوطن العربي ستكون -بإذن الله - الدافع القوي إلى تجمع عربي تحت مظلة قوية حتى لا تستفرد هذه القوميات المحيط بِنَا عبر حرب جديدة تستكمل فيها الربيع العربي، وعودة من جديد لحروب ضد العرب تحت شعار تمدّد القوميات.