.. ذكرياتٌ فلا تُعِدْ ذكرياتي
يا لعيناً إنَّي أُعِدُّ لآتي
ألأنِّي لا أستطيبُ.. وكانتْ
بكَ أحلى تروي لأجلدَ ذاتي؟
في مناجاتِك اللئيمةِ همٌّ
لمقيمي القويمِ والقائماتِ
بُؤتَ بالخزْيِ يا طريداً بكِبْرٍ
عن خضوعٍ فكنتَ شرَّ الحياةِ
لمْ تُطعْ أمْرَ من حبا الطِّينَ قدْراً
فحُرمْتَ السُّموَّ شرْعَ الطُّغاةِ
لأبي آدمٍ خَدَعْتَ فحلَّتْ
لكَ لعْناتُنا بكلِّ الُّلغاتِ
أتُرِيني ما كان من سيِّئاتٍ
كي تراني حشْداً من الحَسَراتِ؟
حسبيَ اللهُ من عداوةِ غاوِ
خابَ من سجدةٍ لِجذْبِ العُصاةِ
إنَّ من شاء أنْ تكونَ لعيناً
شاءَ مَحْوَ الذُّنوبَ بالحسناتِ
تنشرُ الشرَّ والتباغضَ والتحْـ
ريشَ حقداً يا حافلاً بالجُنَاةِ!
لك هذا أمَّا التَّعوُّذ تدري
كيف نُقْصيكَ مثْقلَ الَّلعَنات!
أنت في كلِّ حالةٍ لستَ تُغري
غير غاوٍ أو هاجرِ الآياتِ
إنَّنا بالمُبينِ نُبهِتُ مرما
كَ ونجفو مواطنَ الهَفَوَاتِ
خاسرٌ أنتَ في الحياةِ وفي الأخْـ
رى ستلقى الجزاءَ يا شرَّ عاتي
شئتَ عنْفَ الشَّقاءِ مستنكفَ الطَّ
بعِ انتقاماً تُغري بأخزى الصِّفاتِ
إنْ تكنْ دائباً لإغواءِ ناسٍ
يعفُ ربِّي لصادقي التَّوباتِ
وترى كيدَكَ المُشينَ ضعيفاً
لو تُغادي حتَّى جموعَ الصلاةِ
ما خلا منزلٌ لنا من مصلى
خاب مسعاكَ يا مريدَ الشَّتاتِ
والأذان الذي يهيبُك طرداً
لم تُطقْ منعَه معَ الصَّلواتِ
أنت تسعى وللمشيئةِ حكمٌ
وجزاءُ العبادِ وِفْقَ النِّياتِ
يا إلهي أرجوكَ أرجو أجَرْني
من مرامي الرَّجيمِ والوَسْوسَاتِ
أنتَ من شئْتَه يجولُ فأبعدْ
- يا عزيزاً- هَواهُ عن أوْقاتي
وإذا بتُّ خائفاً من ذنوبٍ
ليس إلاَّك غافرُ الزَّلاتِ
يا رحيماً أرجوكَ سَعداً بهذي
وسعيداً أكونَ بعدَ المماتِ
** **
- شعر: منصور بن محمد دماس