خالد الربيعان
ألا أُحَدِّثْكُم عمَّن يخرق السفينة - عمدًا - ليغرق أهلها؟ إنه ذلك الذي يصيغ عبارة كأنه يغرد من هاتفه مُتِّكئًا على الأريكة.. لا ليشاهد الثنيان على عزه.. مع الاعتذار لك يا عزيزي يا عصام الشوالي.. بل لخدمة هدف ما.. عن نفسي -كخالد - وأنت يا عزيزي لا مشكلة.. حتى الآن، بل المشكلة تعم وتنذر بالخطر عندما تكون دوافع هذا الهدف «مصلحة فردية»، لا تعد الظروف المحيطة.. ولا النتائج المترتبة على تحقيق هذا الهدف.. ما هذه النتائج؟.. هات قهوتك!
يُمنع على أي نادٍ سعودي التعاون مع أي نادٍ آخر «حول العالم» طالما هذا النادي لم يوافق على تمديد عقد إعارة حالي، أي هذا الموسم.. والذي ينتهي حسب الدوري في المملكة.. الذي يختلف عن مواعيد أي دوري آخر في العالم.. لأن جائحة كوفيد - 19 لم تترك عقارب الساعة على حالها في دوريات العالم.. حتى العشرة الأكبر عالميًا، في علمك - عزيزي القارئ وليس أنت يا عزيزي يا عصام - أن هذا التعاون ممنوع إلى الأبد.. حتى تحترق النجوم.. لا تفهم.. هات مثالاً..
نادي الأصدقاء السعودي -مثلاً - عنده في تشكيل هذا الموسم اللاعب John Wick بطريق (الإعارة) من توتنهام هوتسبر.. مهاجم خطير يحتاجه من أجل خَوْض: لاحظ القوس القادم (دوري أبطال آسيا) لكن الإعارة ستنتهي بعد الأيام.. فجأة ظهر صاحبنا هذا - راعي الأريكة- واخترع هذا البند الذي تكلمنا عنه اختراعًا.. ليجبر توتنهام على تمديد الإعارة.. حتى يستطيع قيد «جون» في قائمة نادي الأصدقاء الآسيوية!
تخيل معي موقف توتنهام عندما يرى هذا البند من نادٍ في السعودية.. نتكلم بكل موضوعية.. نضغط على من؟ روابط أندية في منتهى القوة والصرامة.. بريمرليج إنجلترا، لاليجا إسبانيا، بوند سليجا ألمانيا، سيريا إيطاليا.. هل نعي جيدًا ما نفعل باللوائح المنظمة للعمل الرياضي عندنا؟
الأمر له بُعْد آخر في منتهى الأهمية.. اركب طائرتك الخاصة -عزيزي- في خيالك وانظر للأمر من أعلى.. ستجد أن هذا يضيق جدًا من إمكانية التعاون المستقبلي مع الروابط والأندية العالمية، بل حتى الخليجية حولنا،
تخيل معي مدير الصفقات في مكتبه بنادٍ أجنبي يقول لزميله تعليقًا على «رسالة واتس» أو «بريد إلكتروني» لنادٍ سعودي يطلب لاعبًا من عندهم.. سيقول حتمًا «بعد هذا البند الغريب هل نعطيهم لاعبين».. تتكلم عن ضمور فني قادم بلا شك للدوري عندنا.. في وقت نحن فيه في أشد الحاجة لمستوى فني جيد.. لتسويق «سلعة الدوري» من أجل تسويق البث إقليميًا وعالميًا.. وهي خطوة من خطوات أن نكون من أكبر 10 دوريات في العالم.. وهو هدف من أهداف القيادة الرياضية ومن خلفها القيادة السياسية.. فماذا تفعل يا راعي الأريكة.
سنطلق عمّا قريب بفكر صاحب الأريكة جملة «معزول لا تكلمني».. هذه الأفكار والبنود ستعزلنا عن العالم.. عن واقعية الاحتراف الرياضي: الذي تعمل به أندية 70 دولة على الأقل وفق «ميثاق» صارم.. ولوائح واضحة -مرنة.. معًا.. عُزلة في وقت فيه مصطلحات «التسويق الرياضي- الاستثمار الأجنبي والمحلي - التملك - الاكتتاب - الرعاية والشراكة - الذكاء في التعاقدات - المصداقية - الشفافية - الاكتفاء الذاتي المالي للأندية: تشكل «أُطُر العمل» الرياضي عالميًا.. ليس الآن.. بل منذ عقود.. منذ الثمانينات.
نقطة أخرى.. بفرض -خيالي لدرجة الضحك- أن الأندية حول العالم استجابت لهذا الضغط.. والمحترفون ملأوا قائمتك الآسيوية.. هل هذا يضمن لك البطولة؟.. ماذا سيكون المنظر العام لهذا النادي إذا أخذ خمسة في اليابان مثلاً وخرج.. إذا انجلد رغم محترفيه.. قبل أن تفكر في إمكانية هذا تَذَكّر سباعية البايرن في برشلونة.. رباعية مدريد في بايرن.. رباعية أياكس في مدريد.. يا راعي الأريكة أنزل من فضلك لأرض الواقع.. قليلاً!
لا تلْتفْ
أقصر الطرق هو الخط المستقيم.. ليفربول ليأتي بالبريمرليج ودوري الأبطال عمل على ذلك 10 سنوات شهدت تغيير ملكية وعملاً جبارًا من كوادر ورجال.. النادي إذا أراد البطولة يعمل لها بجهد.. بالطرق الصحيحة.. يعمل على نفسه ولا يضر غيره ووطنه.. لأن الأمر لا يتوقف عليك بل يتعلق بأجيال قادمة.. ما دون الخط المستقيم عبث وضياع وقت.. كمن يفرغ ماء البحر بفنجال.. صحتين قهوتك عزيزي القارئ.. وخميس ونيس.