فهد بن جليد
تخطي الدور في طوابير الانتظار بالأماكن العامة لغير الحالات المستثناة التي تحددها الجهة المعنية، يعاقب مرتكبها بموجب لائحة الذوق العام بغرامة مالية، هنا نحن أمام تحدٍ كبير لتطبيق هذه اللائحة ومخالفاتها للحفاظ على الذوق العام في الأماكن العامة، و-برأيي- أنَّ الإشارات المرورية، ومداخل ومخارج الطُرق، من أهم الأماكن التي تؤثر في المشهد والذوق العام، ونحتاج فيها لدور فاعل وجهد أكبر من رجال المرور -وفقهم الله- لرصد المُخالفين وردعهم، بحفظ حقوق الجميع، شخصياً كُنت أعتقد أنَّ التوقف عن قيادة السيارة لمدة طويلة - بسبب كورونا- وفهم آداب التباعد وضرورته سيجعلنا نشاهد التزاماً أكبر مع العودة التدريجية، ولكنَّ المشهد مُحزن مع تزايد أعداد السيارات وتنافس السائقين للتحرك بسرعة على حساب الغير.
إذا لم يتعلم الطفل مُنذ الصغر ضرورة الالتزام بالطابور واحترام حقوق الآخرين الأدبية والمعنوية قبل المادية، فلا ننتظر سلوكاً نموذجياً واحتراماً لحقوق الآخرين عند قيادة السيارة والوقوف في الزحام والطوابير، اكتساب الثقافة يبدأ من المراحل العمرية المبكرة والسنية الصغيرة، وهذا لا يتنافى مع ضرورة إلزام المُستخدمين الآن للطُرق بعدم تجاوز طابور السيارات عند الإشارات أو مداخل ومخارج الطرق، مما يتسبب في اختناقات حركة السير وتعطل المرور، ما يضطر السائقين الآخرين المهضوم حقهم والمتعطلين، للقيام بهذه الصفة السيئة أخلاقياً.
من (نافلة القول) الحديث عن التحول الذي يظهر على سائقي المركبات السعوديين عند السفر للخارج، وقائدي المركبات غير السعوديين عندما يقودون سياراتهم في المملكة، الأولى تتحوَّل فيها نسبة كبيرة جداً من المخالفين لدينا إلى سائقين نموذجيين يلتزمون بالنظام المروري، مع احترام حقوق الآخرين والطابور، الصورة الثانية مُغايرة للسائقين المقيمين والأجانب الذين يأتون من بلدان يلتزمون فيها بالنظام، ليقوم بعضهم بكسر قواعد النظام عندنا مع عدم احترام حقوق الطابور، ومحاولة التحايل وتجاوز السير للتحرك بسرعة، هذه صورة محزنة جداً، تدل على أنَّ تطبيق النظام الآن هو الفيصل في المسألة، لحين جني آثار التربية والثقافة مُنذ الصغر.
وعلى دروب الخير نلتقي.