مها محمد الشريف
في البدء كان كل شيء عن التقنية والاختراعات والاكتشافات، عن العلم والعلماء عن عصر تقنية المعلومات والصناعات الحديثة والمصانع الضخمة والتجارة ولكن اجتمعت كل هذه الحقول العلمية والمعرفية تحت عنوان واحد ذي صلة مباشرة مع العالم المادي الذي نعيش فيه، انتشار الأوبئة في عصر المعلومات الذي تكون فيه المحور الذي يتحكّم في السياسة والاقتصاد والحياة الاجتماعية التي نتشاركها جميعاً في العادة.
إن طبيعتنا البشرية عصية على الخضوع لمزيد من الأوبئة كما حدث من كورونا المستجد كوفيد 19، والإنفلونزا الإسبانية التي قتلت 100 مليون شخص وغيرها من أوبئة أخرى مثل الطاعون الذي قالوا بأنه عاد في الصين، فإذا كان ثمة شيء يمكن أن يكون عاملاً مهماً في حياة الناس لا بد من أخذ طبيعته في الاعتبار حول مستجدات تصدمنا بها الصين كل يوم أو من منظمة الصحة العالمية فما زالت الأخبار القادمة من «ووهان» مقلقة للغاية ومشوشة فهناك قائمة لا نهاية لها من الاحتمالات زعزعت ثقة الشعوب بزوال الوباء.
بينما المعاملات وطرق تقديرها يفيد أن معدل الإصابة مقياس رئيسي في علمي الأوبئة والديموغرافيا، وبالنظر إلى حجم الإصابات التي تقدَّر بالملايين في العالم لم ينجح باكتشاف مصل أو علاج للفيروس، فقد تتجاوزت 11 مليون شخص وعدد الوفيات أكثر من نصف مليون شخص مع ذلك اختلف نوع التفاعلات التي تجري من خلال تكنولوجيات المعلومات والاتصال وتزايدت في التعاملات سواء كانت بيولوجية أو صناعية.
لهذا السبب نتساءل متى كانت المعلومات كاملة أو مثالية منذ بداية انتشار الفيروس؟ وكيف يمكننا الحصول على المعلومات الغائبة؟ علماً بأن تكنولوجيا المعلومات والاتصال حليف قوي في البيئة الصناعية والبيئة البيولوجية، ولكن هناك جزءاً مفقوداً نبحث عنه وعن العوامل المسببة للوباء والتعرّض له، فمعظم العمل البحثي لعالم الأوبئة يتمثَّل في محاولة تحديد العوامل التي لولاها ما يكون لأحد الأمراض أن يحدث، وصار هذا المعيار يمثِّل عائقاً لا سبيل لاجتيازه، فكل يوم تنشر لنا الصين وباءً جديداً في الصحف ووسائل الإعلام.
وتسير في نفس الموجة منظمة الصحة العالمية، تصدر كل يوم تقريراً ومعلومات متباينة تتأرجح بين الخطأ والصواب، والمجتمعات تبحث عن الحقيقة والتحديات التي تواجهها ككائنات وعوامل معلوماتية فاعلة، ويقول الدكتور جيريمي غرين، مؤرِّخ الطب في جامعة جونز هوبكنز بالولايات المتحدة: «عندما يسأل الناس، متى سينتهي الوباء؟ فإنهم في الحقيقة يسألون عن النهاية من منظور اجتماعي لا طبي».