غَابُوا.. وأشرقْتَ إنسانيةً وإِبَا
عَقُّوا.. وأقبلْتَ أُمًّا تقتفيْ، وأَبَا
يَنثَالُ نَبضُك يُهدِي النَّاسَ هَدهدةً
مِن الحَنانِ، يُزيلُ الهَمَّ والرَّهَبَا
بِهَا خَفضْتَ مِنَ الإشْفَاقِ أَجنِحَةً
تَمْتدُّ في الرُّوحِ، مِنْهَا تَنتَشِي طَرَبَا
وَقَدْ تَلفَّتَ مِنِّي القَلبُ، في شَغفٍ
نَحوَ اخْضِرَارِكَ، تيَّاهًا لكَ انْتسبَا
أَشتَاقُ، إذْ عَنْكَ شَدَّ البُعدُ أخْيلَتي
أَحْيَا بِطيفِكَ يَسرِي رِقَّةً وَصَبَا
ولستُ وَحديَ، كلُّ الكونِ ملتفتٌ
إليك، حينَ اسْتَبدّ الوَهْمُ، وارْتَعبَا
غَبْنًا تَشَظَّى عَلى وَيْلاتِ مُعْتركٍ
بِلَا ضَميرٍ، يَشُبُّ الجَمرَ والَّلهَبَا
يَقُولُ والأَمَلُ المَسْفوحُ في دَمِهِ
وَقَدْ تَبعثرَ مَغدُورًا ومُغتصَبَا:
ضَاقتْ بيَ الأَرضُ، لَا وَحيٌ، ولَا جَبلٌ
آوِيْ إِلَيهِ، وَطُوفَانُ الحَشَا غَلبَا
خُذْني إلى الفُلْكِ، مِيلادًا أَعدْتَ بهِ
إشْفاقَ نوحٍ يُنادِي، والشقيُّ أَبَى
نَاداهُ هيَّا.. تَعالَ اركبْ، بُنيَّ هُنا
وقَد تَولَّى، وَحَالَ الموجُ، واضْطَربَا
يَا مَوطني، جئتُ أَطْويْ العُمرَ، بيْ ظمَأٌ
إلى الحَياةِ لَعلِّي أبلغ السَّبَبَا
وأَرْتويْ منْ حِيَاضِ النُّورِ، يَغمِرني
شَلالُ غيثٍ، تجلّى فيكَ، ما احْتَجَبَا
مِنهُ الفضائلُ تُزجيهَا مبشِّرةً
تَمحوْ بها البؤسَ، تمحو العارَ والكُرَبَا
خُذني إليكَ، دُرُوبُ الوَجدِ مُتعَبةٌ
وفي ابْتِسَامِكَ فجرٌ يُطُفئُ التَّعبَا
** **
- شعر الشاعر حسين الزيداني
** **
سيرة ثقافية مختصرة
حسين أحمد الزيداني
- أمين اللجنة الثقافية برجال ألمع.
- عضو لجنة المسرح بجمعية الثقافة والفنون بأبها.
- مشرف تميز بإدارة تعليم ألمع.
- له ديوانان:
1- تآويه.
2- ليس إلا.
ومجموعة مسرحية (تحت إجراءات الطباعة).
- نشر نصوصه الشعرية في الصحف والمجلات المحلية والخليجية.
- له أمسيات شعرية ومشاركات منبرية وحوارية متعددة.
- فاز بجائزة أبها في مجال العمل الإبداعي - كتابة النص المسرحي.
- فاز بجائزة نادي الرياض الأدبي (3) في المسابقة الشعرية الوطنية في اليوم الوطني 88.