د.أيمن بن علي شربيني
كانت لدى خريجي الجامعات وظائف محددة صنعت لهم مستقبلاً متشابهاً ووظائف متطابقة، ولكن الوضع قد تغيّر. فمع توجه المملكة العربية السعودية لتنوّع مصادر الدخل ورؤية 2030 فُتحت مجالات عمل متعددة لم تكن موجودة في السابق. السياحة والترفيه تعتبر الآن من أكبر القطاعات الجاذبة للاستثمار في المملكة وقد أعطى ذلك الشباب شعلة الانطلاقة للعمل وتوسيع مجالات الدراسة. ففي هذا القطاع يمكن للشباب تعلّم صناعة فرق مواهب سعودية للعروض على المسارح، بل ويستطيع البعض التخصص في تصميم المسارح وما خلف المسرح Back Stage . وقد تصل بنا دقة المهارة وبراعة التقديم في تصميم كراسي المسارح والسينمات وتصنيعها محلياً. وهناك فرصة كبيرة للتعلّم كيفية إدارة الحشود وتوفير الأمن لهم، دخول المشاهدين للفعاليات وتنظيم خروجهم تحتاج الكثير من العلوم والخبرات. ولمجال قريب منها ينقصنا شركات وأفراد ذو خبرة ومهارة في توظيف التقنية في هذا التنظيم وخصوصاً مع ما سيشهده قطاع الفعاليات من بروتوكولات جديدة ضمن الإجراءات الاحترازية للتصدي لفايروس كورونا.
ينقصنا فرق مدربة لسيرك عالمي وعروض ترفيهية متخصصة لتنافس العروض العالمية، بل ونحن بأبسط الأمور بحاجة لشباب ذي خبرة ومعرفة في التعامل مع الفرق التي قد تأتي إلينا من الخارج من ناحية استقبالهم وتوفير الإعاشة والإقامة لهم بطريقة مميزه. ونحتاج أيضاً إلى منتجي ومشغلي ألعاب افتراضية VR وصناعة ألعاب جديدة تناسب الجيل القادم من اهتمامات وطريقة تفكير. وأين نحن من صناعة سيناريوهات لأعمال مسرحية من كتابة ومونتاج وإخراج وإعداد وصوت وإضاءة. وأيضاً نحتاج لمن يعمل وتمكّن من تنظيم المعارض والمؤتمرات بشكل اعتيادي أو افتراضي على مستوى عالمي وليس مستوى محلي. وهناك أيضاً حاجة ماسة إلى ممارسين وموهوبين في صناعة عروض طائرات الدرون والتي بدأت تشتهر مؤخراً في كثير من دول العالم.
وأكثر من ذلك أن جميع ما ذكر يحتاج إلى مستثمرين يعشقون روح الابتكار ولذة التغيير ليكونوا مساهمين فيما يصرف عادة في السياحة الداخلية والذي قد يتجاوز 40 مليار ريال سنوياً. مستثمرين يوجدون أماكن شاغرة لهؤلاء الشباب بتبني مواهبهم وإعطائهم فرص البداية والعمل في هذه الوظائف الشاغرة.