د. عبدالرحمن الشلاش
هذه حقيقة وليست سيناريو لحدث وقع بطريقة غامضة. في مكالمة أمير قطر السابق حمد بن خليفة آل ثاني مع رئيس ليبيا المقتول معمر القذافي والتي سُرّب جزء منها توضح حجم حقد الرجلين على المملكة وتمنيهما زوالها عندما قال حمد القطري لمعمر الليبي سنعمل ونفعل ونتآمر ونخطط وبالتالي لن تجد السعودية بعد عشر سنوات من الآن.
مرت السنوات العشر وأكثر فهل تحققت أماني الأعداء؟ هل حقق حمد ما يريد ونال القذافي ما تمنى؟ هل قفز الصغير على الكبير وأطاح به؟ هل كان حمد وفياً مع معمر إلى النهاية؟ هل حققت المليارات الكثيرة التي صرفها الأمير المبعد عن حكم الإمارة الصغيرة ما كان يحلم به ليشفي ما في نفسه من أحقاد دفينة؟
مرت السنوات والمملكة بحمد الله وفضله تنعم بالخير والعز والفخر لم يضرها كيد الكائدين ولا حقد الحاقدين، بل اكتووا بنيران حقدهم وكيدهم. بقيت السعودية لأن الله أراد لها البقاء فسخَّر لها كل الأسباب التي جعلتها دولة ملء السمع والبصر لا يتطاول عليها الصغار ولا الأقزام مهما فعلوا وحشدوا وجنَّدوا. الصغار لم يدرسوا التاريخ جيداً ليعرفوا ماذا حدث لأبرهة الحبشي في العصر الجاهلي, وللقرامطة في العصر الإسلامي, ولجهيمان بن سيف العتيبي في العهد السعودي عندما حاولوا الاعتداء على حرم الله. كل من تآمر على هذه البلاد المقدسة خاب وخسر وفضحه الله على رؤوس الأشهاد وباء بالخذلان.
حمد بن خليفة عاونه في محور الشر حمد بن جاسم طيلة السنين الماضية, صرفوا قوت الشعب القطري في مغامرات وحماقات مجنونة. حاربوا السعودية إعلامياً, ودعموا الإرهابيين لتنفيذ مخططاتهم الإجرامية داخل السعودية في محاولات مستميتة لزعزعة الأمن, ودعموا بعض السعوديين الخونة في الخارج والتكفّل بمرتباتهم ومصاريفهم فماذا جنوا, وهل تمكَّن الصغير من الكبير؟
طبعاً لا شيء، بل إن الله كشف حمد وبقية الشلة الفاشلة وأبعد حمد الأمير السابق عن الحكم منذ زمن والآن يعاني من الأمراض ولا يتحرَّك إلا بعربة طبية, أما القذافي الذي تخلت عنه شعوب إفريقيا التي كان ينتظر فزعتها وخانه شريكه في الشر حمد فقد قتل في مشهد مأساوي.
تحولت تلك الأحلام في خيمة القذافي إلى سراب وأضغاث أحلام, ولو حول تلك الأحلام إلى رؤى مفيدة لبلاده ليبيا لما وصلت إلى حالتها التي لا تسر صديقاً، بل تعيش اليوم أوضاعاً مأساوية مقلقة.