عبدالكريم الحمد
لا شك أن الميدان الصحفي بات ميداناً جاذباً ومغرياً للجميع خصوصاً في الشأن الرياضي لما وصل إليه من أهمية بالغة لدى المتلقي سواء عبر الصحف أو الفضاء أو مواقع التواصل الاجتماعي، وبالذات في السنوات الأخيرة في ظل سهولة إبداء الرأي وايصال المعلومة عبر (تويتر) وتناقل خواطر الإعلاميين وقصاصات مقالاتهم ومقاطعهم التلفزيونية حتى شكّل الميدان الصحفي ميداناً منافساً وموازياً لميادين المباريات، مكتسباً جماهيريته الخاصة وما يتخلله من انتصارات شخصية لبعض أولئك الإعلاميين بعضها مهني وبعضها بعيداً عن المهنية، مما شكل بروزاً ونجومية قد تفوق نجومية بعض اللاعبين.
إلّا أن الغريب في تلك الظاهرة هو مزاحمة بعض شرفيي الأندية والأعضاء الذهبيين للصحفيين في ميدانهم، والاحتكاك المباشر وغير المباشر سواء عبر حساباتهم الرسمية أو عن طريق مداخلات هاتفية متلبسين لباساً إعلامياً إما بإبداء رأي أو معلومة أو نشر قصاصات إلى أن وصل بهم الحال إلى مسابقات توزيع (آيفونات) وتبادل الدعم و»التعزيز» مع بعض الإعلاميين المحسوبين على أنديتهم في مواقع التواصل الاجتماعي بحثاً عن الشهرة والأضواء، وسعياً منهم لاقتسام «كعكة» الشهرة رغم عدم الاختصاص!
فمن المتعارف عليه في الشارع الرياضي السعودي ومنذ سنوات أن عضو الشرف أو ما يطلق عليه حالياً (العضو الذهبي) يحظى بمكانة خاصة لدى جمهور ناديه نظير ما يقدمه من دعم متواصل لخزينة النادي أو إتمام بعض الصفقات وما إلى ذلك، وتلك بلا شك مكانة مرموقة تحظى باحترام إدارات الأندية واللاعبين والجماهير والإعلام، ولكن إصرار بعض أولئك (الشرفيين) في الآونة الأخيرة على هز تلك الصورة عبر مناوشات ومناورات إعلامية في تويتر والفضاء لانتصارات شخصية هدفها البروز على الساحة الرياضية اعتبرها «غيرة إعلامية» ونقص خبرة قد يشوه جمالية العضوية الشرفية.
قبل الختام
الناس مواهب وقدرات وطاقات..
فلا تسرف في الركض في ميدان غيرك، فذلك قد يلغي مكانتك وتميزك في ميدانك.