«الجزيرة» - محمد هليل الرويلي:
من أجل إيجاد مشروع للعبث في المملكة العربية السعودية، وتقويض أمنها وزعزعة استقرارها لجرها إلى «خريف عربي» آسٍ ماه وطلعة خراب، نُصبت «الخيمة» قبل أن يعثر على - المقبور - بانيها مهدومًا في ماصورة!
إذ كشفت تسريبات تعرف اليوم «تسجيلات خيمة القذافي» جانبًا من الحقائق الصادمة من نبأ القوم «جماعة الإخوان والتنظيمات المتأمرة» تتداول على نطاق واسع في القنوات الإخبارية والشبكات الإعلامية والصحافة العربية والعالمية وتحدث حولها السياسيون والمحللون والنقاد..
كأن الخيمة, شدّت أطنابها بعد أن دَقّت أوتادها ثم شرّعَت صدرها للريح تروي للتاريخ من بنبأ القوم «أشعار وغناوي وحكايا» أُوردَتْ في سياق الدين والقبائل والموروث! ولا دين ولا قبائل ولا موروث. إنما جُعلَ ذلك مطية... هذا ما حدث!
أمّا المطية نفَقَتْ. والخيمة سَقطت. ثم لُفلفتْ وطويت وأُدرِجَت جنبًا إلى جانب جانبًا..
الجانب الوحيد الذي نسُوا أن يَطوُوه - هو ما تحكيه الخيمة من أسرار. والغريب أنه لم يرد في كتابه الأخضر المبتدع، كاشف الغيوب رفاع السواتر والحجب فعال والخوارق عن مستقبله! فجعله أساسًا لنظام الجماهير - وما نسوه هو التسجيلات..
ما أثبتت أن لا دين همَّ الإخوان ولا أي تنظيم إلا كان الغرض منه التقويض وهراقة الدم في ظلال الرواق وتحت جناح مشروع الخيمة (المؤامرات / الغدر/ الخيانة / التفريق / التشتيت / الفوضى الخلاقة / الدم..)
«الجزيرة» رصدت رأي المفكر الناقد الدكتور عبدالله الغذامي, وأبرز تفاعلات المتابعين المنشورة على موقعه الشخصي في حساب «تويتر». وكتب الغذامي:
كان يا ما كان، خيمة وشريط
وأنفاس تلبست بفيروس.. اسمه تسريب.
وأتبعها «أصبحت خيمة القذافي علامة ثقافية فارقة, وتولد شعورًا عامًا بتقديم أوراق البراءة منها, سترى هذا الشعور يبرز عند المؤهلين لدخولها (حسب معايير الرأي العام) وتباعًا سيعلنون البراءة من المقبور, ولكن يظل الشريط المسرب يدمغ .. يدمغ.
عضو المجلس الوطني الاتحادي -الأسبق- الكاتبة الإماراتية ميساء راشد غدير: تفاعلت مع تدوينة الغذامي قائلة: أصبحت علامة سيميائية سيتحاشاها الجميع فدلالاتها غارقة في الخيانة والغدر.
وقارن «د. عبدالملك آل الشيخ» مردود كل خيمة ودورها بما تمنح: من خيمة النابغة التي تمنح الشهادة الشعرية، إلى خيمة القذافي التي تمنح الشهادة المؤامراتية! علامات ثقافية عربية.
وفي جانب الشعر أيضًا، لكن هذه المرة مع المتنبيء كتب «عبدالعزيز العمران» تذكرت قصيدة المتنبي:
أَيَقدَحُ في الخَيمَةِ العُذَّلُ
وَتَشمَلُ مَن دَهرَها يَشمَلُ
وَتَعلو الَّذي زُحَلٌ تَحتَهُ
مُحالٌ لَعَمرُكَ ما تُسأَلُ
فَلِم لا تُلومُ الَّذي لامَها
وَما فَصّ خاتَمِهِ يَذبُلُ
وتساءل, هل نسمع في قادم الأيام بعد خيمة القذافي, مكتب أو قصر يحاك فيه المؤامرات لإسقاط دول.
وشبهها «د. عبدالله محمد اللامي» بالوكر, والعش في رمزية تاريخية لقواد من قادة الشر بالعالم: تذكرني خيمة القذافي، بوكر الذئب وعش النسر. وهي: أماكن لهتلر, ومخبأ تيتو. مكان يرتاده رئيس يوغسلافيا. وعلق اللامي مستنكرًا: الغرابة صفة مشتركة بين هؤلاء الثلاثة.
ووصفها «فهد حمد الماضي»: القذافي اعتمد خيمته بأنها عنوان الصحراء وهي خيمة بنيت على الضلال مشبهًا نفسه بغاندي في معطفه وعصاه وبساطته وإنما في حقيقة أمره خيمته مصيدة الأخوان وأصحاب القلوب المريضة الآن انكشفوا أمام العالم بالتوثيق، فهل يطالهم قانون أوطانهم ويقدمون إلى المحاكمة بتهمة الخيانة وزعزعة أمن الخليج؟
وعلق حول الخيمة، قد تجري مجرى الأمثال العربية للعار وقال «عبدالله علي السويح»: قد يكون لدينا مثلاً جديدًا: رُبّ خيمة قالت لداخلها دعني فيما أجراها نسقًا لكن للخيانة «عبدالرحمن عبدالعزيز اليمْنِي»: أصبحت خيمة القذافي نسق من أنساق الخيانة. وتساءل المهندس ناصر الصبيح: تُرى كم خيمةٍ نُصبت في عالمنا الإسلامي كخيمة القذافي؟
وكاللعنة, التي ستطارد كل من اقترب منها «جمال أبوعبيد»: هي ليست خيمة، بل هي لعنة تطارد كل من اقترب منها أو تودد لها، حتى المشبوهين منهم سارعوا ليعلنوا تبرؤهم منها حتى لا تصيبهم اللعنة!!