م.عبدالمحسن بن عبدالله الماضي
1. لو لم يكن لذكريات الطالب التنبل «أحمد العرفج» سوى تلك المقدمة الأدبية الفخمة التي كتبها أستاذنا القدير «عبدالرحمن المعمر» لكفته.. لقد كانت قطعة أدبية فاخرة فهنيئاً للعرفج بها.
2. الكم الهائل من الصراحة واللا معقول والذي لا يقال في هذه الذكريات المهملة لطالب تنبل يكاد يلامس اعترافات «جان جاك روسو» الشهيرة.. لقد اعترف الدكتور «أحمد العرفج» بأنه زوّر وانتحل وسرق وسُرق وتشاكل وفر من القانون بالهروب إلى مدينة أخرى.
3. اتسمت كتابة هذه الذكريات بسلاسة اللغة.. ليس فيها حوار ولا وصف ولا تعابير أدبية متقعرة، بل إسقاطات مقتضبة تربطك بطرفة.. هي فقط سلسلة من الذكريات التي يسردها متحدث بارع وأنت فقط تستمع بمتعة.
4. رغم العدد الكبير من الكتب التي سيصدرها الدكتور أحمد عن كل مفصل من مفاصل حياته.. إلا أنني أقترح عليه أن يكتب أيضاً عن الأثر النفسي لتنقله في السكن من بيت زوج أمه إلى بيت خاله، ثم عمه، ثم أخيه، ثم أخته، ثم صديقه، ثم سكن الجامعة، حتى انتهى به المطاف السكن في سيارته.. كذلك المدن التي تنقَّل للدراسة فيها حتى أنهى المرحلة الجامعية.. فقد كان يتنقَّل بمعدل مدينة لكل سنة دراسية تقريباً منذ السنة لأولى الابتدائية.
5. من الأعمال الصعبة التي أنجزها الدكتور العرفج وتدل على إرادته القوية أنه أنزل وزنه (26 كيلو جراماً) في شهرين، ودرس سنتين جامعيتين في سنة، وكتب رسالة الدكتوراه أربع مرات والخامسة هي التي أجيزت.
6. كان يدرس ويعمل.. وعمل في كل المهن منها مهنة «مطير حمام» في الحرم النبوي الشريف.. ونجح فيها مستفيداً قطعاً من أنه كان يملك صندقة حمام على سطح بيتهم في طفولته.. وعمل في التجارة وخسر.
7. انطلاقة الدكتور أحمد في الحياة لم تكن سعيدة فهو أقدم يتيم في العالم.. فقد مات والده قبل ولادته بسبعة أشهر.. وتمنت أمه من فقرها أن يولد ميتاً.
8. السنة الخامسة ابتدائي كانت سنة صعبة بالنسبة له.. فقد رسب في مادتين ثم أعاد السنة فرسب في أربع مواد وكان الطالب الوحيد الذي رسب من بين (95) طالباً!
9. كان شاباً يبحث عن الصعود والمعالي وأن يكون في الواجهة دائماً.. ورغم أنه ليس بشاعر حسب اعترافه إلا أنه ألقى قصيدة في الحفل الختامي للجامعة الإسلامية بالمدينة!
10. الطالب التنبل «أحمد العرفج» لم يعد تنبلاً.. فقد تحول بشخصه إلى مؤسسة ثقافية معرفية تنويرية.. فهنيئاً للوطن به.