فهد بن جليد
الاتحاد الدولي للنقل الجوي على لسان نائب الرئيس أقرَّ بأنَّ هناك إجراءات واحتياطات غير ضرورية تم إلزام شركات الطيران والمطارات بها، وتحمّلها المسافر في نهاية المطاف داعياً إلى تخفيف بعض تلك الإجراءات وعدم تحميل المسافرين الكلفة برفع التذاكر، هذه بادرة حسنة وشجاعة للمُراجعة وتخفيف الآثار الاقتصادية التي يمكن إزالتها عن كاهل المستهلك، أخطاء المواجهة عالمياً والمبالغة في بعض الخطوات غير الضرورية، باتت سمة مُلازمة لجائحة كورونا حتى من منظمة الصحة العالمية نفسها التي ما زالت تكتب وتشطب وتوصي وتنفي، فالفيروس في نهاية المطاف متلوِّن ومتغيِّر وما زال العلماء يكتشفون المزيد حوله كل يوم، لمعرفة أفضل طُرق القضاء ومنع الإصابة به، ولعلَّ ما صاحب العدوى والكمامة والانتشار من توصيات مُتناقضة في بداية الجائحة خير دليل على أنَّ المُراجعة أمر ضروري وحتمي، لمعرفة الخطوات الواقية والضرورية بالفعل وبشكل مستمر مع التحديث الدوري حول ذلك، ولكن دون تخبط.
في مارس الماضي نفت منظمة الصحة العالمية نقل عدوى (كورونا) بالتكييف، رغم أنَّ هناك دراسات تؤكد ذلك وتحدث حولها العديد من أساتذة المناعة، اليوم في يوليو مئات العلماء يتحدثون عن أدلة مؤكدة لنقل الهواء للفيروس من خلال دراسات محكمة علمياً، بل تحدثوا عن تطاير الفيروس من الأقنعة الطبية عند إزالتها والقفازات ليبقى في الهواء وينتقل لأشخاص آخرين، إضافة (فلاتر جديدة) لوسائل التكييف خصوصاً المركزية منها مكلِّف اقتصادياً، والبقاء دون تكييف أمر لا يُطاق، كل هذا مرهون بنشر الدراسات الأسبوع المقبل واعتمادها من المنظمة، حتى يحين ذلك ستبقى في حيرة من أمرك، بين ما تقرأ من دراسات، وما أعلن من المنظمة، وما تتوقّعه في نهاية المطاف.
كتبتُ هنا في مايو الماضي «أنَّ العالم يتجرَّع مرارة كورونا مرتين، بسبب (غموض الفيروس) و(ضياع المنظمة) معاً»، اليوم ما زال العالم يراقب المنظمة وينظر إليها وهي تكتب وتشطب في كل مرَّة، وكأنَّها تضيع (فرصة ذهبية) تستعيد فيها الثقة من جديد.
وعلى دروب الخير نلتقي.