أ.د.عثمان بن صالح العامر
تعتبر الجمعيات العلمية في جامعاتنا السعودية -التي تتركز جلها إن لم يكن كلها في الجامعات الأم المعروفة- ملتقى إرادياً للأكاديميين المختصين والباحثين المهتمين بالمجال الرئيس للجمعية أياً كان هذا المجال طبيا أو هندسيا أو تاريخياً أو إدارياً أو تربوياً أو فكرياً أو ...، ومع أهمية هذه الجمعيات في إثراء الميدان الأكاديمي، إلا أن البعض منها للأسف الشديد مازال بعيداً عن دائرة الفاعلية العلمية - التنموية، والإيجابية الوطنية المطلوبة، في الوقت ذاته هناك حراك مشهود وعمل دؤوب في عدد من هذه الكيانات الأكاديمية التطوعية الهامة لعل على رأسها الجمعية السعودية للعلوم التربوية والنفسية (جستن) في جامعة الملك سعود التي صار لها فروع في عدد من جامعاتنا السعودية، ومن أنشط هذه الفروع -حسب علمي- فرع كلية التربية بجامعة حائل، الذي تأسس منتصف عام 1439هـ، ومنذ لحظة الميلاد وحتى اليوم وهو يؤدي رسالته التربوية والنفسية السامية في مجتمع حائل المحلي، خاصة الوسط الأكاديمي والتعليمي منه بشكل احترافي متميز، ولعل من آخر أعماله التي أطلقت صيف هذا العام مبادرة (نماء) المتضمنه عدد من اللقاءات التربوية والنفسية، والدورات التأهيلية والتدريبية المجانية (عن بعد) ولجميع الراغبين الحضور سواء أكانوا في منطقة حائل أو خارجها، والجميل في هذه المبادرة النوعية التنوع في الموضوعات محل المدارسة، والجدية في الطرح، ومناقشة قضايا الساعة برؤية تربوية عميقة وبمشاركة تطوعية خيرة مباركة من قبل أساتذة متخصصين وباحثين أكاديميين متميزين، ولذا لا عجب أن تستقطب هذه المبادرة في باكورة أعمالها ما يربو على الألف وثلاثمائة مسجل من مختلف مناطق المملكة، حيث طرحت قضية (التعليم عن بعد وجاهزية التحول الرقمي) أولاً، ثم نوقشت مسألة (البحث العلمي وسبل النشر في المجلات العلمية) وفي غضون الأيام القليلة الماضية كان الحوار حول (أساليب التدريس الحديثة وطرقه واستراتيجياته) وما زالت أعمال هذه المبادرة قائمة على قدم وساق - كما يقال-.
سبق انطلاق هذا المنشط النوعي المتميز جهود مكثفة من قبل إدارة الفرع للوصول إلى الشريحة المستهدفة في هذه الحوارات والدورات والفعاليات المختلفة خلال إجازة الصيف عن طريق وسائل الاتصالات الرسمية والشخصية ونشر جدول (نماء) في موقع الجامعة، وموقع فرع الجمعية في تويتر والحسابات الشخصية في التواصل الاجتماعي والصحف الالكترونية المحلية.
إنني إزاء ما يبذل من جهد من قبل فريق (جستن - حائل) لا يسعني هنا إلا أن أزجي جزيل الشكر والتقدير لمعالي مدير الجامعة الأستاذ الدكتور خليل بن إبراهيم البراهيم على دعمه اللامحدود لأعمال الفرع، والشكر موصول لسعادة مدير الجمعية الأم في جامعة الملك سعود، ولسعادة عميد كلية التربية في جامعة حائل، وشكر خاص لمدير الفرع سعادة الدكتور وافي بن متعب العردان الذي يبذل جهداً متميزاً لحرق المسافات وصولاً للقمة بكل مهارة واقتدار، يشاركه في هذا الفعل الأكاديمي المتميز أعضاء لجنة الفرع التنفيذية (د. ذهب بنت نايف الشمري، د. الخامسة بنت صالح العيد، د. طلال بن حمود الحربي، والأستاذة هند بنت محميد الفقيه) فلهم جميعا جزيل الشكر وصادق الدعاء، وشكر وتقدير، وثناء وتبجيل، لكل من شارك وحضر، بارك ودعم، ولكل وطني مخلص وفي لهذا البلد المبارك المعطاء المملكة العربية السعودية (قيادة وشعباً) ودمت عزيزاً يا وطني وإلى لقاء والسلام.