سهوب بغدادي
في الوقت الذي شهد العالم أجمع تبعات وأبعاد الفيروس التاجي المستجد في جميع النطاقات، وانبثق الفيروس من كونه مرضاً عضوياً إلى آخر ذي بعد سيكولوجي غير مسبوق. تجلّت للعيان تلك التأثيرات بامتزاجنا بمشاعر الخوف والرهبة والترقب من المجهول المحتوم -لا قدَّر الله- فأصبحنا نستأنس العزلة ونجد طرائق جديدة للترويح عن أنفسنا كما لم نعمل من قبل. ومع عودة الحياة الطبيعية منذ قريب، وجدت أن أطفالنا أبطال صغار، باعتبار مكوثهم في المنازل لأطول مدة بدءاً من فترة إيقاف الدراسة وصولاً إلى يومنا الحالي، انطلاقاً من حرص الأهالي على سلامة فلذات أكبادهم فإن خروجهم إلى مختلف المرافق التي اعتادوها باختلاف أشكالها وجاهزيتها أضحت من المحظورات إلى أن يشاء الله. حقاً، إنهم أبطال بأحجام صغيرة، ولكنهم تحمّلوا الضغوطات الناجمة من فترات طويلة من العزلة، فإن كان الإنسان كائناً اجتماعياً بطبيعة الحال، فما حال الأطفال دون أقرانهم؟ من هذا السياق، تظهر أهمية إلقاء الضوء بشكل رصين ومحكم على أبعاد الحجر المنزلي خلال جائحة كورونا على انفعالات الأشخاص بمختلف أعمارهم بالإضافة إلى متغيِّرات أخرى محتملة بما يتوافق ويدعم الدراسة. فضلاً عن احتمالية تأثير الفترة الآنف ذكرها على طرق التعليم والتحصيل الأكاديمي لدى الطلاب. ولا نستطيع الجزم بأن المخرجات سلبية ككل بالضرورة، فقد نتفاجأ بظهور أبعاد أخرى إيجابية، كتحفيز الجانب الإبداعي والتفكير خارج الصندوق وحل المشكلات. على سبيل المثال لا الحصر، اعتماد العديد من الأطفال اللعب مع أصدقائهم من خلال تطبيقات مختلفة كتطبيق «زووم» و»فيس تايم»، حيث شهدت طفلتين تلعبان بالدمى من خلال الاتصال المرئي وبدا التفاعل بينهن جيداً جداً. ولا يسعني من هذا الموطن سوى أن أتمنى بأن نتجاوز هذه الفترة بأقل الخسائر العائدة على الفرد والمجتمع.