د.نايف الحمد
مع بداية استعدادات الزعيم الهلالي لما تبقى من منافسات الموسم الحالي، راجت أخبار حول انتقال نجم الهلال نواف العابد إلى نادي الشباب في فترة الانتقالات القادمة.. وقبل الخوض في مصير الكابتن نواف.. دعونا نبحر مع هذا النجم الكبير، والذي توقع له الكثير من الفنيين والجماهير مسيرة أسطورية ونجومية لافتة نظير ما يملكه من موهبة فذه قلما نجدها في أوساط المحترفين على مستوى الكرة العربية والآسيوية.
في عام 2005م في مقر النادي العاصمي الكبير ظهر ذلك الفتى الأسمر النحيل، وبدأ مداعبة الكرة بطريقة جنونية أذهلت المشرفين على الفئات السنية بالهلال، واعتبروه كنزًا من كنوز الهلال التي لابد من المحافظة عليها ورعايتها.
كان العابد محط أنظار الجماهير في كل مرة تطأ فيها قدماه أرض الملعب.. موهوب بالفطرة، ويقدم نفسه بشكل يفوق أقرانه بمراحل.. حتى أن الكثير مِن متابعيه اعتقدوا أن هذا الفتى سيكون أسطورة سعودية في عالم كرة القدم، وسيصل خبره كل المهتمين على مستوى العالم، ولا يُستبعد أن ينتهي به المطاف في أحد الأندية العالمية.
طال انتظار الجماهير الهلالية وهي تترقب اللحظة التي يرتدي فيها نواف قميص الفريق الأول، وهي على ثقة انه لن يخذلها. وفي عام 2009م بدأ الأسمراني النحيل ابن التاسعة عشر ربيعًا مشاركة الفريق الأول حيث أظهر نبوغًا غير عاديًا.. وقدم نفسه بتسجيل أسرع هدف في تاريخ كرة القدم.
استبشرت جماهير الهلال بالبداية الموفقة، وانتظرت المزيد من التألق والإبداع للمارد الأزرق نواف، خاصة أن بيئة الهلال تشجع أي لاعب على تقديم كل ما يملك من إمكانات، ولا أدل على ذلك من كون الهلال الفريق الوحيد الذي لا تستطيع أن تحدد أساطيره لكثرتهم، حيث يعج بالأساطير الذين ملؤوا صفحات التاريخ الرياضي بالبطولات واشبعوا نهم العشاق بالفن والمهارة والإبداع.
كبر نواف وأصبح نجماً كبيراً في نادي الهلال وساهم بتحقيق 14 بطولة (دوري أبطال آسيا، 4 دوري المحترفين، 5 كأس ولي العهد، 2 كأس خادم الحرمين الشريفين، 2 كأس السوبر السعودي) وساهم في تأهل الأخضر لكأس العالم 2018م وكان أكثر اللاعبين تأثيراً في التصفيات النهائية، غير أن الإصابة حرمته من المشاركة في المونديال.
للأسف الشديد أن البطل نواف لم يواصل رحلة الإبداع.. وأصبح في السنوات الأخيرة حبيس غرفة العلاج في أغلب الأوقات لكثرة إصاباته وتعددها!! حتى أنه بات يفقد كثيراً من تأثيره داخل الفريق نتيجة لهذا الانقطاع الطويل.. ومع هذا ظل مدربو الفريق المتعاقبون ينتظرون شفاءه ليمنحوه فرصة المشاركة لإيمانهم بموهبته وقدرته على التأثير في نتيجة المباريات متى ما كان في حالته الطبيعية.
عُرِف عن نواف حبه الشديد للكيان وإخلاصه لشعار الهلال.. وقد عبّر عن ذلك بأدائه داخل الملعب، وفي تصريحات عدة.
أتمنى مع عودة النشاط أن يستثمر نواف هذه الفرصة - والتي ربما لن تتكرر - ويعود لمواصلة رحلة الإبداع.. أما خروجه - إن حدث - سيمثل صدمة بالنسبة لي وخسارة كبيرة!! وأثق أن نواف لديه الرغبة الأكيدة في العودة لسابق عهده، وقادر - بإذن الله - على رسم الفرح على وجوه الهلاليين كما كان يفعل دائمًا.