يتفق الجميع على أن دولتنا ولله الحمد بازدياد في تقدمها وتطورها، بفضل القيم والسياسات التي رسمها الملك المؤسس عبدالعزيز آل سعود -رحمه الله- حيث تناوب من بعده على الحكم أبناء المؤسس الراحل، وكل له بصمته التاريخية، إلى أن آل الحكم إلى ابنه الملك سلمان -حفظه الله- الذي يتميز بالحنكة والذكاء وبُعد النظر ومعرفة الناس وإنزالهم منازلهم. فهو قارئ وقد توج حكمه بأن اختار من أبنائه من يصلح لولاية الحكم، وهو سمو الأمير المحبوب لدى شعبه صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان. اختاره من بين أحفاد الملك عبدالعزيز -رحمه الله- لرجاحة عقله ونبوغه السياسي المبكر، فمنذ نعومة أظافره درسه وعلمه السياسة والتاريخ ورباه تربية الحاكم وفق توجيهاته ومتابعته.
بدأت فترة حكم الملك سلمان -حفظه الله- بالقوة التي جعلت للحكم هيبته، وللدولة مكانتها، وفي أول خطوة قام بها وكسب من خلالها محبة شعبه عموماً، حين بدأ ممارسة حكمه بسابقة لم يسبقه أحد إليها إلا في عهد عمر بن عبدالعزيز وعمر بن الخطاب رضى الله عنهما، بأن لا كبير ولا طاعة إلا لله ثم لولي أمر واحد وولى عهد واحد فقط، وغيرهما متساوون في الحقوق والواجبات لا فرق بين أمير ووزير ومواطن حيث بدأ يتطبيق النظام بمن حوله وأقاربه، وأصبحت الدولة لها اسمها في المحافل الدولية.
ثم وقف نداً لدولة المجوس «الفرس» بعد ممارساتهم لتخريب العالم الإسلامي والعربي مستغلين ضعف قادة العرب وغفلتهم، واختلافهم، فوقف لهم نداً في كل مكان، وأصبح اسمه الاسم المرعب لكل شعوبي يكره العرب يساعده في ذلك ابنه الشاب الطموح الأمير محمد بن سلمان، وبذلك أعادا معاً أمجاد العرب الحقيقية بالأفعال الملموسة، لا بالخطب الرنانة، والظاهرة الصوتية التي دمرت دولاً وأجيالاً، وانتفع منها العدو فقط.
لقد وضعا - حفظهما الله- المواطن السعودي في مقدمة اهتماماتهما، كما أن ولي عهدنا الشاب لا يرضى إلا أن يكون في المقدمة في كل المحافل، له هيبة حاكم وقوة قائد، وقلب عطوف على شعبه، قوي على عدوه، وقد أذهل قادة الدول الكبرى بدهائه وسياسته وشجاعته، قام بتطوير الدولة تحت قيادة الملك سلمان بخطط مرسومة واضحة، جمع بين الماضي والحاضر، واهتم بالصناعة والتقنية والتكنولوجيا والاستفادة من العقول في جميع أرجاء العالم، كما ركز على تنمية العقول، وهذا هو الاستثمار الحقيقي، وأعطى للمرأة كامل حقوقها بأن مكنها لتشارك في جميع مجالات التنمية، يعمل ليلاً ونهاراً من أجل الوصول إلى هدفه، معتمدًا على الله وتوجيهات خادم الحرمين الشريفين ومحبة شعبه له، وله كلمة تدل على صدقه ومحبته لشعبه ووطنه، يقول: لن يردني عن هدفي - إن شاء الله - أي عائق مهما كان، ويرى أنه لن يستريح له بال أو ينام له جفن حتى يرى الشرق الأوسط عمومًا أكثر تطورًا، كلمات لا يقولها إلا صاحب طموح، هدفه التغلب على الصعاب، حارب الفساد بكل قوة، ثبت القانون، وأكرم من يستحق التكريم، ولم يتساهل مع من يحاول إيقاف عجلة خططه، أو يحاول الإخلال بأمن هذا الوطن، سواء بالكلام أو بالفعل، لا يميز بين طائفه أو مذهب أو منطقة، ويرى الشعب بميزان العدل فقط، رجل نتمنى جميعاً أن يوفقه الله، فنجاحه وهيبته فوز ونجاح لنا جميعاً، وما يرسمه من أهداف هي للمصلحة العامة ولأجيالنا القادمة، وهي غايته لكى يصل بدولته وشعبه إلى مصاف الشعوب المتقدمة، والحمد لله أن كل مواطن لمس ثمرة ذلك حين حلت جائحة كورونا COVID - 19 وأثبت العمل الجبار للعالم كله أن قيادة سيدى محمد بن سلمان قيادة أزمات ناجحة، وهذه الأزمة لم يمر على العالم أزمة شبيهة لها بعد الحرب العالمية الثانية، ومع ذلك فقد أبهر العالم بما تقدمه هذه الدولة بقيادة خادم الحرمين الشريفين وإشراف مباشر من ولي العهد -حفظهما الله- بإدارتهما للأزمة، وقد أصبحت صحة المواطن والمقيم هي من أولويات اهتمامهما مهما كلفه ذلك من ثمن، حتى أصبح هناك من يتمنى أن يحمل الجواز الأخضر، فهو عز لصاحبه، ويحميه أمام العالم أجمع، بسبب قوة وهيبة ولاة أمرنا، الذين حافظوا على أمجاده بعد ما تكالبت عليه الأعداء بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر المشؤومة، فأصبحنا ولله الحمد نموذجًا في إدارة الأزمات، بإنسانية لم يعهدها العالم، ولم تتأثر جهود حكومتنا في الدفاعن حدودنا وقطع يد الفرس لكيلا تلامس مصالحنا. فلله دركما من حكام محنكين، وقادة أبطال، لم تقف بوجههم أي صعاب، حتى أصبحت الدول الأخرى التي تتغنى بحقوق الإنسان مذهولة لفشلها مواجهة كورونا، ونجاح المملكة بالرغم من أنها تتمتع ببنى تحتية صحية هائلة، ومع ذلك فقد فشلت أمام شعوبها، وتخلت عن تقديم الكثير من الخدمات لمرضاها في هذه الكارثة، بينما هنا في المملكة رمز الإنسانية يعالج المواطن والمقيم بمساواة بين الجميع، ودون تمييز، بينما الدول المتحضرة التي تدعى تطبيق حقوق الإنسان يتركون مرضاهم يموتون بانتقائية أمام أعينهم لكي يوفروا للشباب من يحملون جنسية البلد حق العلاج، أما كبار السن من مواطنيهم والمقيمين فيتركونهم ضحايا للكارثة، فأي إنسانية وأي حقوق إنسان يتكلمون عنها.
وأصبح ملكنا وولى عهدنا في كل وسيلة إعلام نموذجًا للقادة الناجحين بكل المجالات، فلا نامت أعين الأعداء والحساد والمتربصين، ونحن ولله الحمد نعتز بمولاي خادم الحرمين حاكمًا وبك يا سمو سيدى قائداً ونعتز بتاريخنا الذي وضع أساسه الملك عبدالعزيز رحمه الله، وسوف نظل نحترم ولي أمرنا ونعد طاعته واجبة وجزءًا من ديننا، ونجاحه وعزه من عزنا لديننا، ونحن نحمل قيمًا وعادات لا يمكن التخلي عنها، وهي أساس تميزنا أمام العالم أجمع والعرب خاصة.
ونحن شعبكم يا مولاي خادم الحرمين الشريفين لا عذر لنا اليوم أمام الله وأمامكم، فأنتم بذلتم الغالي والرخيص من أجل صحتنا والمحافظة على أمننا وغذائنا، وحقكم علينا السمع والطاعة وأن نفديكم ونفدي هذا الوطن بأرواحنا ومالنا لكى نرد جزءًا من هذا الدين الذي حملتمونا إياه، وما نحن إلا جنود تحت قيادتكم، ونحن عون لكم على الحق، سيفًا مسلطًا على أعدائكم، ومواقفكم تجعل منا شعبًا مدانًا لكم بما فعلتموه وقدمتموه لنا، وسيذكر التاريخ هذه المواقف الجبارة التي تغيظ الأعداء، وترفع رؤوسنا. أدام الله عزكم وأدام الأمن والأمان بقيادتكم التي هي لنا حصنًا منيعًا نلجأ إليه بعد الله بالشدائد، وفقكم الله إلى الحق ورزقكم البطانة الصالحة التي تدلكم على الخير، وأبعد عنكم كل حاسد وحاقد إنه سميع مجيب...
** **
علي بن حسين العواجي - مستشار وزير الحرس الوطني لشؤون الأفواج وأمين عام مجلس أمراء الأفواج بوزارة الحرس الوطني