د.عبدالعزيز الجار الله
تحول الصراع في الوطن إلى حرب المقاولات، بعد أن فشلت إيران في حربها ضد العراق لمدة (8) سنوات، خسرت الأرواح والميزانيات المالية والجيش وتوقفت التنمية لديهم وتراجع اقتصادها وخسرت كل شيء، فرجعت إلى الوراء عشرات السنين، خرجت للعالم بفكرة عسكرية وسياسية، وهي: ألا تدخل الحروب بجيوشها وقواتها، وإنما بالمرتزقة والمنظمات والأحزاب والخبراء العسكريين والساسة المغامرين، وجيش من الإعلاميين، ومن تجار الفساد المالي وغسيل الأموال وتجارة المخدرات.
إيران تعلمت في حربها مع العراق أن الجيوش النظامية لا أحد ينتصر، وأن المنتصر سيكون خاسراً، فرأت أن حرب المنظمات هي أكسب لها في موازين الربح والخسارة، لأن حرب التخريب والفوضوية أسهل في النتائج وتحقيق الأهداف، يقوم على التخريب ومرتزقة تستأجرهم لإنجاز مهام قتالية تنتهي بالوصول إلى الغايات، ومن الأمثلة: الحوثي في اليمن، وحزب الله في لبنان، والحشد الشعبي في العراق، والجماعات الأفغانية في سورية، وتحريك المذهبية والأقلية العرقية غير العربية والمظلومية.
وتركيا تسير على خطى وطريق إيران، ترفع شعار العثمانية وتحارب بالمرتزقة وبمن تنكر للعروبة، تحارب في ليبيا والعراق وسورية وشرقي البحر الأبيض المتوسط حرب الغاز والنفط، وتستهدف في حروبها العرب والأكراد، وتتحالف مع إيران وروسيا في حرب شاملة على مشرق ومغرب الوطن العربي، معتقدة أننا في زمن السلطنة العثمانية، وهي التي وصلت إليها عبر الدولة العباسية عندما انتهت الخلافة العباسية في مصر في القرن العاشر الهجري، القرن السادس عشر الميلادي بتنازل الخليفة العباسي للسلطان العثماني، وانتهت الدولة العباسية التي بدأت من القرن الثاني الهجري.
هذا الزمن لن يعود، والعهد الذي قضى وتوقف لن يعود، وتركيا دولة الاحتلال والمعتدية على الوطن العربي، والادعاء بأنها تدافع عن الإسلام والعروبة، فالتاريخ يشهد أنها وراء تدمير الدول العربية، وجرتنا من استعمار عثماني إلى استعمار أوروبي بغيض، فكل أنواع الاستعمار دفع العرب ثمنه غالياً، الأرواح والأوطان، وخيرات الأرض العربية.