صيغة الشمري
دخول وسائل التواصل الاجتماعي والتقنيات الحديثة التي تنهمر بشكل مستمر في زمن قصير جداً جعل الإنسان غير قادر على التقاط أنفاسه نتيجة المحاصرة التفنية التي تستهدف جيبه الخاص في الغالب عبر استغلال حاجته بشكل عام للترفيه أو التعلم، الثورة التكنولوجية التي كان رأس سنامها الشبكة العنكبوتية وزبدتها وسائل التواصل الاجتماعي وسعت الفارق الزمني بين جيل الآباء وجيل الأبناء، لم يستطع إلا قلة قليلة من الآباء التخلص من الأمية التكنولوجية واللحاق بركب أبنائهم، إذ ما زال الكثير منّا يجهل ما يتحدث به أبناؤه بين بعضهم البعض حول اهتماماتهم التكنولوجية وأبسطها تلك الألعاب التي تسرق وقت الأبناء بشكل يفوق الوصف مستغلين جهل بعض الآباء في مراقبتهم أثناء انغماسهم داخل هذا الكون الرقمي السحيق، رغم التحذيرات الكثيرة عن خطورة بعض الألعاب وبعض المواقع إلا أنها لم تجبرنا على التخلص من أميتنا الرقمية ومشاركة أبنائنا هواياتهم واهتماماتهم مثلما تشاركنا معهم في لعبة «الكيرم» أثناء الحجر المنزلي لأننا نعرفها ولا يحتاج تعلمها للكثير من الجهد مع أني أكاد أجزم بأن أبناءنا شاركونا اللعب من باب المجاملة والمشاركة لنا كونها لا تمثل لهم التشويق الذي تمنحه لهم ألعابهم الإلكترونية، إن احتمالية أن يتم استغلال الأطفال عبر تواصلهم مع الآخرين في الفضاء الرقمي سواء عبر الألعاب وغيرها هي احتمالية واردة جداً، لذلك واجب علينا بأن نسارع في ردم الهوة الرقمية بيننا وبين أبنائنا لنخلق لغة حوار وتواصل معهم غير تلك اللغة القديمة التي يجهلونها ولم تعد تناسب جيلهم، قبل أيام نشرت هذه الصحيفة الغراء دراسة جميلة جداً تتحدث عن علاقة أطفالنا بالعالم الرقمي وخرجت بحقائق صادمة وتوصيات مفيدة جداً، بحسب الدراسة، فإن 23 % من الآباء في المملكة العربية السعودية لا يشاهدون مدونات الفيديو، وليسوا متأكدين مما هو شائع بين الأطفال، كما ذكرت بأن ألعاب الفيديو واحدة من أكثر وسائل الترفيه شيوعًا بين الأطفال والمراهقين، فما نسبته 90 % من الأطفال في المملكة يمارسون ألعاب الفيديو، أكثر من نصف هؤلاء يشاركون في ألعاب متعددة اللاعبون يمكنهم فيها التواصل مع مشاركين آخرين فيها (وهنا الخطورة التي يجب الانتباه لها). ومن أهم ما أوصت به الدراسة هو قيام الآباء بضرورة تثقيف الذات حول كل ما يخص العالم الرقمي الذي يشغل أبناءهم عنهم!