نظرات شاردة، طرق بحث هائمة، أسئلة مهمة تدل على حيرة شديدة، واستفسارات متعددة إجاباتها قاصرة، فرحة تخرج لن تكتمل إلا بقبول جامعي يحقق الحلم ويسهل الوصول إلى وظيفة العمر، هذا حال الكثير من خريجي الثانوية العامة المنطلقين للعتبة الثانية من الحياة المستقبلية.
انطلاقة تتبعثر حولها المعلومات بطريقة تجعل من الصعب عليهم لملمتها والانطلاق بنجاح بين درجته الموزونة، وحلم أمع ورأي أبيه، ومشورة صديقه، ونصيحة أخيه، وإجماع زملائه ورغباتهم، وتوجيهات الخريجين من أقاربه، وبعض العاملين المحبطين حوله، يظل طالب/ة حائراً في اختيار تخصصه الجامعي.
كثير منا مر بهذه التجربة سواء عند اختيار مساره في مرحلة الثانوية العامة أو اختياره الجامعي أو تخصصه العلمي الدقيق. تجربة يشعر فيها الطالب/ة بخوف وقلق وتردد وحيره قد تصل لدرجة تشتته وتعيقه عن اتخاذ القرار السليم.
فاختيار التخصص الجامعي يُعد ثاني أهم قرار يتخذه الإنسان في حياته.
فهو قرار يعيش بقيه حياته بأثره.. لذلك يجب على الطالب/ة البحث الجيد والتأني فيه والبعد عن السلبيين والمحطين.
ومعرفة أن كل شخص له أحلامه وطموحاته ورؤيته الخاصة بالحياة التي لا يشترك معه أحد فيها. وكل شخص حين يكتشف إمكاناته وقدراته ورغباته؛ بعد التوكل على الله سيكون قادراً على تحويل أحلامه لواقع يعيشه كل يوم، ويتلذذ بإنجازاته.
وهذا أمر متاح للطالب/ة عند مراعاة الخطوات العلمية الصحيحة عند اختيار التخصص الجامعي أو من خلال الذهاب لأخصائي نفسي يقوم بمساعدته وتوجيهه. ومن أولى تلك الخطوات التي تتمثل بأسئلة وحدك من يستطيع الإجابة عليها، ما هي:
- ميولك.
- استعداداتك.
- قدراتك.
ثانياً: اسأل أصحاب الاختصاص الذين درسوا بالتخصص الذي ترغب به أو من يتدربون فيه أو يعملون به واحصل على معلومات دقيقة وشرح كافي كي تتضح لك الصورة الكلية لتخصصك الذي سيكون لاحقاً مجال عملك الذي تمارسه بشكل يومي.
ثالثاً: ابحث من خلال المواقع الأكاديمية والتعليمية والمهنية وأقرا أكثر عن تخصصك الذي تريده وتعرف على أوقات التقديم وشروطه، واحذر أن تتكل على معارف أو أصدقاء لتزويدك بذلك، فهذه مسؤوليتك وأولى خطوات النجاح اعتمادك على نفسك.
- اعمل قائمة بجميع الأسئلة المتعلقة بالتخصص، والوظائف المرتبطة بها وابحث عن إجاباتها ومنها:
- حاجة سوق العمل لهذا التخصص.
- طبيعة العمل.
- امتيازاته المادية.
- حصول الترقيات.
- الحقوق والإجراءات.
- فروع العمل.
فقد ترى شخصاً ناجحاً بوظيفة براقة ويوصي بها الآخرون وتحذو حذوه فتجد عقبات تبدأ ولا تنتهي من الإحباط والفشل والسبب لعدم ملاءمته قدراتك وتسرعك باتخاذ القرار.
فاختيار لتخصصك قد يُعد أول قرار مهم وحاسم تواجهه بحياتك.
فعليك أن تلجأ إلى الله وتسأله منه السداد والتوفيق، وتطلب المشورة من والديك وذلك لا يعني اتباعه لأنك وحدك صاحب قرارك، وأيضاً تجنب مسايرة أصدقائك فالصداقة الحقيقة لا تنقطع بتغير الحياة والابتعاد وقلة اللقاء، فالبعض يخسر مستقبله بسبب الرغبة في البقاء مع أصدقائه، متجاهلاً أن الإنسان كائن اجتماعي لديه القدرة على تكوين صداقات جديدة بالمرحلة المقبلة من حياته الجامعية.
فاختر ما تريد، لتعمل في سعادة وتتجاوز العقبات، وتتغلب على الصعوبات، ويكون إنتاجك مزيجاً من الثراء والإبداع الفريد.. فما نراه اليوم من كثرة الغياب عن العمل وعدم الإتقان والتذمر المستمر يعود إلى الفشل في اختيار التخصص التعليمي والمهني.
ختاماً: اغلق أذنيك عن المتشائمين والمحبطين وانظر لحلمك المشرق واتبعه.
** **
- أخصائية نفسية