«الجزيرة» - عوض مانع القحطاني:
طالبت الحكومة اليمنية رئيس مجلس الأمن الدولي بفصل قضية خزان النفط العائم (صافر) عن بقية القضايا والتدابير المدرجة في مبادرة المبعوث الأممي إلى اليمن بوصفها قضية ملحة، ووضع حل منفصل وحاسم لها.
وناشد وزير الخارجية محمد الحضرمي في رسالة وجهها إلى رئيس المجلس الحالي المندوب الدائم لجمهورية ألمانيا الاتحادية لدى الأمم المتحدة السفير كريستوف هويسجن أن يضطلع المجلس بمسؤولياته ويبحث هذه القضية المهمة في جلسة خاصة لاتخاذ الإجراءات والتدابير اللازمة لإلزام الحوثيين بالانصياع لدعواتنا جميعاً والسماح للفريق الفني التابع للأمم المتحدة بالوصول إلى الناقلة (صافر) دون قيد أو شرط وتمكينه من القيام بمهامه لتفادي وقوع واحدة من أكبر الكوارث البيئة في الإقليم والعالم.
وجدَّد الوزير الحضرمي التحذير من أن كارثة بيئية كبيرة لا يحمد عقباها قد أصبحت اليوم تشكل خطراً محدقاً على اليمن والمنطقة أكثر من أي وقت مضى.
وأشار إلى نقاشات المجلس في جلسة الإحاطة المغلقة حول اليمن بتاريخ 24 يونيو 2020 والبيان الصحفي الصادر عن المجلس بتاريخ 29 يونيو 2020 والذي شدَّد على ضرورة أن تسمح مليشيا الحوثي على الفور بالوصول غير المشروط للخبراء الفنيين التابعين للأمم المتحدة من أجل تقييم حالة الناقلة وإجراء الإصلاحات العاجلة وتقديم التوصيات تمهيداً لتفريغه.
وأحاط الحضرمي مجلس الأمن في رسالته بأن كل الجهود الحكومية والدولية بما فيها موافقة الحكومة على مشروع منفصل مقترح لحل قضية (صافر) قدمه مؤخراً المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن مارتن غريفيث قوبلت كلها بالرفض والتعنت من قبل مليشيات الحوثيين، المدعومين من إيران، بحسب وكالة الأنباء اليمنية الرسمية.
كما جدد وزير الخارجية اليمني، الإشارة إلى خطابات الحكومة الموجهة للأمم المتحدة بتاريخ 1 يونيو 2020 و23 نوفمبر 2019 و25 يونيو 2019 و10 مايو 2019 و6 مارس 2018 بشأن تدهور حالة خزان النفط العائم (صافر) في رأس عيسى والذي يحوي 1.140.000 برميل من النفط الخام، وطلب التدخل العاجل للأمم المتحدة لتقييم حالة الخزان وصيانته وتفريغ كمية النفط المخزون فيه تفادياً لحدوث كارثة بيئية وإنسانية واقتصادية كبيرة في المنطقة.
وأشار إلى الحادث الطارئ في خزان صافر بتاريخ 27 مايو 2020 المتمثل بحدوث ثقوب في أحد الأنابيب في الخزان وتسرب المياه إلى غرفة المحركات نتيجة تهالك هذه الأنابيب وهيكل الخزان، وما قد ينتج عنه من غرق أو انفجار للسفينة.
وتعتبر سفينة (صافر) قنبلة موقوتة في سواحل الحديدة، حيث لا يعبأ الحوثيين بالنداءات الدولية التي تحذّر ومنذ أشهر من انفجار ناقلة هذه النفط المتهالكة والتي تحمل على متنها مليون برميل من النفط الخام.
وقد أكدت قوات التحالف لدعم الشرعية في اليمن أن هذه الناقلة تشكّل خطراً حقيقياً على البيئة وأن المليشيات الحوثية لا بد أن تقوم الأمم المتحدة باتخاذ إجراءات صارمة ضد هذه المليشيات التي تهدد المياه الدولية.. كما حذّرت الحكومة البريطانية أن هذه الناقلة تهدد بتدمير البحر الأحمر وسواحله ولا بد من إعلان الطوارئ على أثر تسريب هذا النفط وأكد السفير البريطاني لدى اليمن تحذيرات للحوثيين بأن عليهم السماح للأمم المتحدة بمعالجة الوضع قبل فوات الأوان وأن تسريب ما لا يقل عن 20 ألف طن من هذه السفينة سوف يشكل أضرار بيئية هائلة على مستوى اليمن والعالم.