فهد بن جليد
هل يحق للموظف أن يطلب من مديره لبس الكمامة؟ مدير أحد الفنادق الشهيرة في الهند انهال بالضرب مؤخراً على موظفة طلبت منه ذلك، وهي الآن ترقد في المستشفى بحالة خطرة بسبب آثار الضرب المبرح الذي كشفه مقطع فيديو الحادثة، من المفترض أنَّ كل مُدير في كل مكان هو قدوة حسنة لموظفيه، لا مجال للاستهتار أو التراخي، خصوصاً مَن هم في الخطوط الأمامية ذات التماس مع الجماهير أو الزبائن.
صاحب العمل أو المدير ليس محمياً، قد يكون عرضة للإصابة بالمرض أو نقله للآخرين، السبب كما فهمته من كثيرين أنَّ نزع الكمامة أو عدم الحفاظ على مسافات آمنة حسب برتوكولات التباعد الاجتماعي هو نوع من الثقة المُتبادلة بين الطرفين في خلوهما من الإصابة، وتعبير خاطئ عن الترحيب والتقدير للزائر أو العامل، وإن صحَّت مثل هذه التفسيرات فهي دليل على مدى قصر نظر وخطأ هؤلاء، ما قد ينتج عنه عواقب وخيمة في نقل العدوى أو الإصابة بها، المسألة تشبه تماماً الشيف أو صاحب المطعم الذي يدخل إلى المطبخ ويشارك العاملين العمل وقت الزحام دون ارتداء قفازات أو كمامات، يسمح لنفسه أن يلمس الطعام والأطباق بيده، أو هكذا يعتقد فقط لأنَّه المدير أو صاحب المكان، هذا مُشاهد للأسف في بعض المطاعم والمقاهي.
المجاملة على حساب الصحة والسلامة العامة غير مقبولة إطلاقاً، وفي الظرف الحالي الذي نمرُّ به جميعاً أعتقد أنَّها جريمة بحق النفس والمجتمع، ولا يجب السكوت عنها أو التراخي فيها فقط لأنَّ مرتكب الخطأ والتقصير هو صاحب العمل أو المدير، أطلب من مديرك بكل وضوح لبس الكمامة والحفاظ على مسافة آمنة - في حال لم يكن ملتزماً بذلك- فهذا من أجلك وأجله، وهو أبسط حقوقك، فعدم الالتزام بارتداء الكمامة والحفاظ على مسافات آمنة فيه عدم احترام للآخرين، وقد يعتبر تعمداً في إيقاع الضرر، خطر انتشار فيروس (كورونا) لم يترك حصانة لأحد، لا في عمره، ولا مكانته الاجتماعية أو الوظيفية، ولا قوته الجسمانية، الكل معرَّض للإصابة، وهو ما يتطلب الحذر والالتزام من الجميع دون مجاملة -لا أراكم الله مكروها-.
وعلى دروب الخير نلتقي.