«الجزيرة» - الاقتصاد:
أكد معالي محافظ المؤسسة العامة للحبوب المهندس أحمد الفارس أن وفرة السلع الغذائية الرئيسة المستهدفة بالأمن الغذائي للمملكة التي تشمل القمح والشعير والخضراوات واللحوم والألبان والحبوب بأنواعها خلال جائحة كورونا، قد وضعت المجهودات التي بذلتها المملكة، ممثلة في وزارة البيئة والمياه والزراعة والمؤسسة العامة للحبوب تحت اختبار حقيقي تحقق له النجاح الكبير -ولله الحمد-، من خلال موثوقية واعتمادية سلاسل الإمداد ولم تغفل ضمان حوكمة وسلامة الإمدادات والحماية لمنافذ البيع من أي استغلال أو محاولات رفع أسعار أو تجفيف محتملة خلال العشرة أسابيع الأولى من اشتداد الأزمة، مشيدًا بالأدوار الإيجابية للقطاع الخاص من المزارعين والتجار والمستوردين خلال الأزمة لاستقرار أسواق المواد الغذائية.
وقال معاليه خلال جلسة افتراضية نظمتها غرفة الرياض تناولت التغيرات الدولية نتيجة جائحة كورونا وتأثيرها على سلاسل إمداد الغذاء: «إن أزمة كورونا كانت اختبارًا حقيقيًا لاستراتيجية الأمن الغذائي المنفذة خلال الأربع سنوات الماضية»، مبيناً أن المملكة وبالدعم السخي المالي واللوجستي من قبل ولاة الأمر -حفظهم الله-، قدمت أنموذجاً رائعاً لكيفية التعاطي مع الأزمات، إلى جانب أن المملكة تقدمت في مجال الأمن الغذائي من المرتبة 32 إلى المرتبة 30، ضمن طموحنا للوصول في عام 2030 للمرتبة 20 من أصل 113 دولة.
ورصدت الجلسة التي أدارها رئيس لجنة الزراعة والأمن الغذائي بغرفة الرياض ماجد بن حمد الخميس، وتابعها الآلاف من المزارعين والمهتمين، أحجام المخزون من السلع الغذائية الأساسية قبل وخلال أزمة كورونا ملامح الإنتاج الزراعي المحلي ومساهمته في الأمن الغذائي، والتغيرات التي تستدعي في الأنظمة والإجراءات الزراعية ومستهدفات استراتيجية الأمن الغذائي والقطاع الزراعي ضمن رؤية المملكة 2030م.
بدوره، أكد وكيل وزارة البيئة والمياه والزراعة المهندس أحمد العيادة، أن الأمن الغذائي والإنتاج الزراعي والحيواني والسمكي المحلي في المملكة لا خوف عليه مع وجود ميز نسبية عديدة تمتاز بها مناطق المملكة، كاشفاً عن حزمة من الفرص التي ستعرض للمستثمرين الزراعيين خلال الفترة المقبلة، مفيداً أن برنامج التنمية الريفية الذي سينطلق قريباً سيكون قفزة في سبيل تطوير القطاع الزراعي، وأن زراعة الأعلاف الخضراء كانت تتطلب التنظيم لتوفير قطاع زراعي محلي مستدام يحافظ على التوازن المائي والغذائي، الذي تم العمل على رصده عبر الأقمار الاصطناعية بمشاركة مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية.
وقدّم مستشار محافظ المؤسسة العامة للحبوب والمشرف العام على تنفيذ استراتيجية الأمن الغذائي للمملكة المهندس عبدالله الربيعة عرضاً عن الإجراءات التي اتخذتها الوزارة عبر رئاستها للجنة الأمن الغذائي لضمان الاستجابة الفعالة والسريعة للتأثيرات المحتملة لأزمة كورونا على الإمدادات الغذائية للمملكة، ومنهجية رصد مستوى مخزونات السلع الغذائية الرئيسية المستهدفة باستراتيجية الأمن الغذائي للمملكة.
وأكد نائب رئيس مجلس إدارة غرفة الرياض حمد الشويعر في بداية الجلسة، أن حزمة المبادرات والدعم التي أطلقها صندوق التنمية الزراعي كان لها دور في التخفيف من الأثر المالي والاقتصادي على المزارعين، حيث ساندت 4380 مستفيداً بقيمة 150 مليون ريال لمدة 6 أشهر، وقدمت قروضاً تشغيلية مباشرة وغير مباشرة للمشاريع الزراعية المتخصصة بقيمة 300 مليون ريال، وأطلقت مبادرة بقيمة ملياري ريال لتمويل استيراد المنتجات الزراعية المستهدفة في استراتيجية الأمن الغذائي، مبيناً أن هذه الجلسة تعد امتداداً للقاءات نظمتها غرفة الرياض مع أصحاب المعالي والوزراء والوكلاء والمسؤولين استهدفت التعريف بمبادرات دعم الاقتصاد ومعالجة أي معوقات تعرق مسيرته.