المدينة المنورة - خاص بـ«الجزيرة»:
دعت رسالة علمية الأقسام العلمية بالجامعات في أرجاء العالم الإسلامي أن تبحث عن جهود المملكة العربية السعودية في خدمة الإسلام والمسلمين في كل دولة في العالم بذاتها، وإبراز ما قامت به من جهود ومساعدات وتعاون واهتمام وعناية بالدعوة الإسلامية، والتوصية بتوجيه طائفة من أبحاث الدراسات العليا في الجامعات لتناول العديد من القضايا التاريخية والاجتماعية والعلمية والسياسية والاقتصادية والثقافية. وأوضحت الرسالة المعنونة بـ«تاريخ الإسلام في ألبانيا وجهود المملكة العربية السعودية في خدمة المسلمين هناك» للباحث الألباني أرسن موسى موسكرتي، وحصل على درجة الماجستير من جامعة طيبة، أوضحت أهمية العناية بواقع المسلمين والتعاون معهم، لأن الإسلام حث على التعاون بين الناس باعتباره أساس النجاح في كل الأمور، قال تعالى: وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبرِّ وَالتَّقْوَى وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُواْ اللّهَ إِنَّ اللّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ ، وأن التعاون يكمن على كل ما هو خير والابتعاد عن الشر الذي يولّد العنف والاعتداء ولو أن الدول العربية تتعاون فيما بينها وبين العالم الإسلامي وبين المسلمين في العالم لأصبحنا أكبر قوة في العالم تقف في وجه أي خطر قد يهددها، والابتعاد عن الخلافات وأسباب الفرقة، وتوجيه الطاقات إلى العمل المثمر البنائي.
وأكدت الرسالة على ضرورة الاهتمام بمنطقة البلقان، وتكثيف الدراسات حولها ودعم المشاريع الإسلامية والاجتماعية، والمحافظة على هوية شعب ألبانيا من آثار العولمة، والتنصير، ورواسب الأفكار الإلحادية، مع أهمية العناية بجهود المملكة العربية السعودية في خدمة المسلمين في ألبانيا، بالمؤسسات والمراكز العلمية التي تقوم على التعليم وتأهيل الجيل المثمر والناجح والواعي في المجتمع، وكذلك الاهتمام بالجهات والهيئات والمنظمات العلمية وتجديد أعمالها وتحديث نظمها لمواكبة العصر الذي نعيش فيه، مع أهمية تبليغ الدعوة إلى الناس، وتوعية الجاليات الإسلامية، ومحاولة الاتصال بهم، وإمدادهم بالخبرات والمستلزمات التي تعينهم على أداء أعمالهم وعدم تركها.
وأوصت الدراسة العلمية برفع أسمى آيات الشكر والدعاء للمقام السامي باسم الشعب الألباني، لما لقيه من دعم مادي ومعنوي من المملكة العربية السعودية.
وتوصل الباحث إلى جملة من النتائج من خلال معالجة موضوعات بحثه ومنها معرفة موقع ألبانيا في العالم، وحالها قبل الإسلام، وتاريخ دخول الإسلام إليها، ومعرفة أحوال مسلمي الألبان، وأبرز علمائها، كما أظهرت بروز جهود المملكة العربية السعودية بالدعوة إلى الله تعالى فهماً منها لمكانتها، وموقعها، وواجباتها، ومسؤولياتها، تجاه هذا العمل العظيم، ودراسة عامة حول المملكة العربية السعودية، وبيان اهتمامها بالدعوة الإسلامية في ألبانيا، ودعمها المستمر للمسلمين فيها، وتعاونها وألبانيا في المصالح المشتركة، والاحترام المتبادل، وتعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين الشقيقين، مشيراً إلى أن الإسلام أضحى عامل استقرار نفسي وحضاري للألبان منذ قديم الزمان، فالدارس لتاريخ هذا الشعب يجد أن أفضل وأحسن لفترات استقراراً له كانت عندما التحق بأمة الإسلام فعاشوا بأمان وكرامة وشرف، نسوا الحروب والغارات الصليبية المتكررة عليهم من جيرانهم الذين كانوا ولا يزالون يكرهونهم لشدة بأسهم وولائهم للإسلام.