صالح الهويريني
* بدأ العد التنازلي لموعد استئناف دوري الموسم الحالي، ولأنه الهلال هو المتصدر للدوري بفارق (ست نقاط) عن الوصيف النصر.. ولكون أكثر المؤيدين لاستئنافه هم من الهلاليين، فقد لفت نظري (استغراباً) ذلك التفاؤل الذي بلغ حد الثقة المفرطة وبات يسيطر على مشاعر أغلبهم حيال قدرة فريقهم على الفوز ببطولة الدوري بل وكأنها ستكون هلالية لا محالة (وهذا أكبر خطأ)..
* نعم (هذا أكبر خطأ) لأن تلك الثقة الهلالية المفرطة فيها إعلان تحد مبكر للمنافسين بل وتقزيم لهم ربما دفع الهلال الفريق ثمنه غالياً خصوصاً (وهذا مهم) أنه تبقى (ثماني جولات) من عمر الدوري لكل فريق، وقد يحدث من خلال هذه الجولات مستجدات.. ومتغيرات وما لم يكن في الحسبان لا تخدم مصلحة الهلال وتطلعاته.. (الركادة زينة).
* ينتاب الغالبية من أنصار الهلال في الوقت الراهن الكثير من مشاعر الخوف والقلق على مستقبل فريقهم (في المواسم المقبلة).. والسبب لأن عددا كبيرا من عناصره المحلية التي تشاركه حالياً قد تجاوزت سن الثلاثين.. ولأن فرق الدرجات السنية في ناديهم في المقابل باتت (فقيرة) في إمداد الفريق الأول بالعناصر الشابة المؤهلة التي تليق بحاجته كفريق بطل (زعيماً للبطولات)، ويسعى للاستمرار في صداقته للمنصات خصوصاً وأن قرار مشاركة الأجانب السبعة من المؤكد أنه لن يستمر طويلاً وربما تم إلغاؤه في الموسم المقبل.
* عندما تخرج (أخبار إعلامية) تؤكد أن قراراً سيصدر قريباً من (القيادة الرياضية) فإنه من حق أي شخص أن يعلق اعتراضاً على القرار (طالما أنه لم يصدر رسمياً).. ولكن عندما يصدر القرار بصفة رسمية وفي أمر يخص كل الأندية وليس خاصاً بناد واحد أو ناديين (مثل قرار استئناف النشاط الرياضي)، ومن ثم يكون هناك (اعتراضات متواصلة) على هذا القرار فإن ذلك يُسمى تحريضا على القيادة الرياضية وتأجيجا لمشاعر الجماهير ضدها.
* نعم.. هذا يُسمى تحريضا.. وتأجيجا وعندها لابد من محاسبة من يقفون خلفه خصوصاً أن أي قرار يصدر من القيادة الرياضية وهنا أقصد تحديداً في مثل تلك الظروف الحالية التي يعيشها العالم بأسره (أزمة كورونا)، فإنه لابد أن يكون القرار قد صدر بعد موافقة (الجهات العليا المختصة) الأحرص على سلامة الجميع، فضلاً عن أن مثل هذا النوع من القرارات لا يصدر إلا بعد اجتماعات متواصلة ودراسة مستفيضة ومن أجل الصالح العالم.
المروجون (3) أنواع
* حسب رأيي ومن واقع ما لمسته المروجون للمعلومات الرياضية التاريخية غير الصحيحة داخل أوساطنا الكروية هم (3) أنواع.. والله أعلم، (النوع الأول) يريد مخالفة الواقع وتزييف التاريخ وأرقامه لتضليل الجيل الجديد وبدافع ميوله ولإشباع رغبته، وربما تم وصفه بالمروج الكذاب، وهذا النوع هو الأخطر ومن يتحمل مسؤولية انتشار المعلومات الرياضية التاريخية المغلوطة داخل أوساطنا الرياضية.
* (والنوع الثاني).. المغرر به (مضحوك عليه) وهو من يعتقد أنها معلومات صحيحة فيبدأ بالترويج لها، وهو من الجيل الكروي الجديد.
* (أما النوع الثالث) فهو الذي لا يهمه أن تكون المعلومات صحيحة أو خاطئة.. يعني (ما يدقق فيها) لأن الأهم لديه هو أنها معلومات ترضي ميوله وتغيظ المنافسين، وهذا النوع لا يختلف كثيراً عن النوع الأول..
* بالمناسبة.. في أحد البرامج الرياضية.. (النادرة) أصبح من خلالها هو أن تسمع معلومة تاريخية صحيحة.. وليست معلومة خاطئة وذلك من لدى بعض ضيوفها.
الثقة المفقودة
* خلال مواسم غياب الهلال عن منصة تتويج البطولة الآسيوية كان أغلب التركيز في البرامج الرياضية الصفراء منصبا فقط على هذا الغياب، وكان الهدف من وراء ذلك هو ممارسة الضغوطات النفسية على الهلال ولاعبيه ولكي يستمر غياب الفريق الهلالي عن تحقيقها.. ولأسباب عديدة أخرى سبق لنا أن كتبنا عنها وأشبعناه طرحاً.
* لكن لو نظرنا إلى التركيز الإعلامي الأصفر على غياب الهلال وحده (من زاوية أخرى) لربما اعتبرناه تركيزاً طبيعياً، لأن (هذا أولاً) هو الفريق السعودي الوحيد المؤهل فنياً.. وعناصرياً للفوز ببطولة بحجم (بطولة دوري أبطال آسيا).. وهو ما تأكد.. وتجسد على أرض الواقع وبما لا يدع للشك مجالاً من خلال حصول الهلال على (بطولة آسيا 2019م) ولاسيما وأنه في كل موسم يشارك في تلك البطولة (4) فرق سعودية وليس الهلال وحده.
* فضلاً عن أن هذا التركيز الإعلامي الأصفر على الغياب الهلالي (وهذا ثانياً) ربما كان فيه أيضاً إشارة إلى (عدم الثقة) في قدرة أي فريق سعودي (باستثناء الهلال) على تحقيق البطولة الآسيوية.. وآسيوية 2019م هي خير شاهد على حقيقة ذلك.
خاتمة
اللهم عجل بزوال فايروس كورونا عن بلادنا (السعودية) وعن العالم أجمع برحمتك يا أرحم الراحمين.. واحفظ لنا أمننا واستقرارنا ووفق ولاة أمرنا واحفظهم وكن عوناً لهم في التصدي لكل من به شر لبلادنا.. اللهم اغفر لنا ولوالدينا وللمسلمين أجمعين، وصل اللهم وسلم على خير البشر نبينا محمد وعلى آله وصحبه إلى يوم الدين.