فهد بن جليد
من القصص التي لا تُصدق في (زمن كورونا) إقامة حفل زفاف في مقبرة للموتى بإحدى العواصم العربية؛ والسبب حسب بعض التعليقات (الهرب من كورونا وتداعياتها بين الأحياء). الجهات المعنية هناك تحركت للتحقق من الفيديو المنشور الذي أظهر نساء يرقصن بين القبور أمام العروس، معتبرة أن هذا انتهاك صارخ لحرمة الموتى والمكان، مع خشية أن يتكرر الأمر مع أشخاص آخرين، ويصبح موضة. مخاوف انتشار الفيروس من المؤكد أنها تؤثر على بعض العقول.
على غير العادة الأوروبية، وفي مشهد (هياطي فاخر)، أقام سكان براغ حفل عشاء جماعيًّا ضخمًا على جسر (تشارلز) الشهير احتفالاً بتخفيف قيود كورونا. الناس اجتمعوا هناك للفرح وتوديع الكمامات، والعودة لمباهج الحياة. المارة وأصحاب الولائم احتفلوا بالأكل والرقص بكل أشكال التقارب الاجتماعي دون اكتراث بمخاطر المحتفى به (كورونا)؛ فلا تباعد ولا كمامات، رغم تحذيرات منظمة الصحة العالمية التي قالت يوم أمس إن كل شيء يخص (كورونا) يمكن أن يتغير في أي مكان وأي بلد إذا لم يلتزم الناس بالتباعد ولبس الكمامة، وإن هناك دولاً تعتقد أنها تجاوزت المحنة، وستعاني في المستقبل. ولكن لا أحد يأبه بما تقوله المنظمة حاليًا.
تبدو قصة النادل الشاب غوتيريز محفزة لكل مقدمي الخدمة في العالم؛ فقد رفض تقديم كوب قهوة لزبونة في مقهى ستاربكس بولاية سان دييغو الأمريكية؛ لأنها لم ترتدِ الكمامة. وبعد أن استشاطت المرأة غضبًا نشرت صورة الشاب على فيسبوك وهي تقول بتهكم: «هذا النادل يرفض أن يقدم لي كوب القهوة بسبب الكمامة. في المرة المقبلة سأتصل بالشرطة وأحضر إعفاء طبيًّا». الآلاف من الأشخاص تعاطفوا مع الشاب، وجمعوا له تبرعات، وصلت إلى ثمانين ألف دولار، وهو ما يعد انتصارًا لتطبيق احتياطات (كورونا).
أخيرًا في قصة مخيفة هاجمت آلاف الفئران والجرذان منازل وشقق البريطانيين بسبب الجوع بعد أن توقفت المطاعم والفنادق عن رمي مخلفات الطعام. الناس بدأت تشعر بالذعر بسبب المعارك الشرسة التي تسبب بها الجوع بين الجرذان التي تأكل بعضها بعضًا إذا لم تجد ما تأكله. يبدو أن ضرر (كورونا) طال كل شيء بالكوكب.
وعلى دروب الخير نلتقي.