عثمان بن حمد أباالخيل
بإذن الله سبحانه وتعالى هناك بصيص نور في نهاية النفق، نور سوف يشع في سماء الكرة الأرضية ليزول وباء كورونا المستجد وتعود الحياة طبيعية لمليارات من البشر الخائفين الوجلين المتضرِّعين إلى الله هو قال تعالى في سورة الأنعام: {وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا إِلَى أُمَمٍ مِنْ قَبْلِكَ فَأَخَذْنَاهُمْ بِالْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ لَعَلَّهُمْ يَتَضَرَّعُونَ فَلَوْلَا إِذْ جَاءَهُمْ بَأْسُنَا تَضَرَّعُوا وَلَكِنْ قَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} الأنعام 42-43 . بعد زوال الغمة وهدوء النفس وعودة الطمأنينة ترى ماذا تعلّم الإنسان مما مرَّ فيه.
ماذا تعلَّمت أيَّها الإنسان السعودي والمقيم على أرض وطننا الغالي في زمن كورونا المستجد، مئات الدروس تعلَّمها الإنسان ومن زوايا كثيرة وحسب موقفه من الحياة وتوجهاته. من وجهة نظري هذه بعض العناوين العريضة النواحي الدينية، الاجتماعية، التعليمية، الاقتصادية، الأسرية، المرور، البيئة، السلوكيات، الرياضة، الصحة، التسوّق وغيرها الكثير. وجهات النظر هذه تستحق أن تجمع في مكان واحد وحتماً هناك من سوف يستفيد منها ويحلِّلها كعلماء الدين والاجتماع والنفس. صحيفة الجزيرة أعتقد هي الجهة المؤهلة القيام بهذا الدور، تقوم بإنشاء موقع إلكتروني تابع لها يسبقه حمله إعلانية وتعطي الفرصة للجميع بكتابة وجهة نظرهم بجمل لا تزيد كلماتها عن عشر كلمات. وحين الانتهاء من كتابة وجهات النظر تقوم الصحيفة بنشر ما تم جمعه هنا تعرف مواقف الإنسان خلال جائحة كورونا المستجد.
مُنحنى الجفاف العاطفي بدأ بالهبوط وأتمنى أن يهبط منحنى الحالات المصابة بالفيروس إلى الصفر، منحنى الجفاف يتمثَّل بالكم الكبير من وسائل التواصل الاجتماعي المسموع والمرئي للسؤال والاطمئنان والاستماع إلى الأخبار المشجعة. هذا الجفاف الذي بدأ ينحسر هل يعود مرة أخرى بعد زوال فيروس أم أن الناس عادت إلى طبيعتها وبدّلت الجفاف بالإشباع العاطفي بكل ألوانه، فعلاً نحن بحاجة إلى الإشباع العاطفي في المجتمع الذي يولِّد المحبة والتآلف ويبعد التباعد والحسد وفوضى العواطف. نحن بحاجة إلى معالجة سلبيات متراكمة منذ سنوات، نحن بحاجة إلى ألا نجامل على حساب صحتنا ودائماً وأبدًا صحتي أولاً.
بعد انتهاء جائحة كورونا سوف تكتب مئات المقالات، وتؤلّف عشرات الروايات والكتب وتناقش عشرات البرامج التلفزيونية وتسمع ملايين الشكر والثناء من المواطنين والمواطنات والمقيمي على حكومتنا المباركة الرشيدة على أولوياتها إعلاء شأن المواطن في جميع المجالات فكيف في زمن كورونا. بعد انتهاء جائحة كورونا عالمياً سوف تتبوأ مملكتنا المكانة الأولى عالمياً في التعامل مع الإنسان السعودي والمقيم ويشهد لها بذلك القاصي والداني إنها مملكة الإنسانية والعطاء والخير.
هل تعود الحياة إلى طبيعتها في اليوم التالي بعد هزيمة فيروس «كورونا» في مملكة الإنسانية؟ ليس لدي أدنى شك أنها سوف تعود -بإذن الله - فالإنسان السعودي يفتخر بما قدَّمته الحكومة أثناء الأزمة من دعم ومساندة وتعليمات وتوجيهات وحرص منقطع النظير، حفظ الله مملكتنا الغالية وأدام عزها واستقرارها وأمنها.