أ.د.عثمان بن صالح العامر
كل العالم متجه للتغيير (الإلزامي) - وربما كان هذا التغيير في بعض مناحي الحياة - (اختياري طوعي) سواء على مستوى الأنظمة والقوانين، أو العلاقات ودوائر الاتصال، وسيطال هذا التغيير جميع مجالات التنمية التي على رأسها الاقتصاد طبعاً، والسياسة والسياحة والتعليم والفكر والاجتماع.
ولم يكن هذا التغيير مطروحاً - على الأقل علانية - في إستراتيجيات الدول التي تقود برامج التحول العالمي، قبل وقوع جائحة كورونا، وغيرها من الدول - طبعاً - من باب أولى.
ومع أن الحديث عن كل ما سبق أعلاه مهم جداً إلا أن ما هو أهم - في نظري - تغيّرك أنت في العصر العالمي الجديد، حصول التغيير في دائرة الحيز الذي تملكه ملكية مطلقة ويمكنك التحرّك فيه بكل أريحية وحرية، فهو دون غيره من تقع على عاتقك مباشرة مسؤولية جعله متوافقاً مع طبيعة المرحلة التي يمر بها العالم أجمع، وأنت بذاتك وبكياناتك التي تديرها - الأسرية والاقتصادية التجارية جزء من هذا الكوكب الفسيح ولا يمكنك أن تعيش بمعزل عن التحولات العالمية التي جزماً ستلقي بظلالها على خارطة كوكب الأرض بأسره، وستؤثِّر بشكل مباشر أو غير مباشر على تفاصيل حياة كل واحد منا اليومية.
- من الضروري جداً إعطاء الجانب الطبي والنظافة الشخصية والأكل الصحي ورياضة المشي أهمية أكثر من السابق، وهذا يوجب امتلاك الوعي الكافي بالسلوك الشخصي الصحيح الذي من الطبيعي أن يختلف باختلاف العمر وسلامة الجسم من الأمراض المزمنة.
- من الضروري امتلاك مهارات حياتية قد تكون في قواميس البعض جديدة وربما كانت في نظر البعض الآخر ليست مهمة، وأهم هذه المهارات، التقنية لدرجة أنك تشتري ما تحتاج عن طريق الإنترنت، اللغة الإنجليزية، إعداد ميزانية الأسرة الشهرية، ترتيب سلم أولويات المصروفات المالية والتفريق بين ما هو ضروري وحاجي وتحسيني، دراسة الجدوى الاقتصادية للمشروع الذي تزمع الدخول فيه.
- كما أن من الأهمية بمكان القدرة على التكيّف الثقافي مع ما استجد في هذا العصر من سلوكيات قد تخالف وتعارض عاداتنا وتقاليدنا وأعرافنا المتوارثة خصوصاً في المناسبات، والزيارات، والسفر خلال الإجازات، والبقاء في المنزل الساعات الطوال، والتعليم عن بعد، والتباعد الاجتماعي.
- تربية الأبناء على امتلاك الممانعة الذاتية إزاء كل فكر متطرف إرهاباً كان أو إلحاداً، فربما نشطت خلايا الشر في مثل هذه الظروف وتسلّلت لواذاً لعقول هؤلاء الصغار فجرتهم إلى الهاوية. كما أن من الأهمية بمكان تعزيز الشعور لديهم بالمواطنة الحقة القائمة على (الاعتزاز بالانتماء لهذا الكيان العظيم المملكة العربية السعودية «عقيدة وقيادة وشعباً»، والتضحية من أجل المحافظة على هوية الوطن وأرضه، والالتزام الحق بما يصدر من قبل ولاة أمرنا قادتنا العظماء أهل العزم والحزم الحكمة والحنكة في ضروب الحياة المختلفة يقيناً وإيماناً مطلقاً بأن ما يقرونه هو في النهاية لا يعارض الشريعة الإسلامية ويصب في صالح المواطن في الحاضر والمستقبل. وهذا الالتزام أمر مفروغ منه وطبعي في حس كل عاقل متبصر سالم من الولاءات الحزبية والأفكار المشبوهة فهو متولد عن بيعة شرعية في عنق كل منا لمولاي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، وسيدي صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولي العهد الأمين ودمت عزيزاً يا وطني والى لقاء والسلام.