إلى تلك التي كلما دخلت عليها في الصباح بادرتها بـ(أصبحت)، فغالبت الجراح والمرض وابتسمت، وكلما دخلت عليها في المساء بادرتها بـ(أمسيت)، فغالبت الجراح والمرض وابتسمت.
ستّون عاما وما كانت أمي -رحمها الله- إلا فراشة عابرة في حياة الناس، فراشة لا تؤذي أحدا، ترسم الجمال وتغادر.
وتبتسم مع كل إساءة.
هكذا كانت أمي في حياتها
- أمي؛ إن شجرة (اللوز) التي في بيتنا بدأت تزهر، من سيقطف الثمار حين تنضج ولا تكونين بجوارها.. من يا ترى؟
- أمي؛ من لـ(ماجدة) حين تبكي ولا تجد حضنك في انتظار رأسها المثقل بوساوس المستقبل، وهمومه؟
- من لـ(علي) عندما يرغب في تقبيل جبين جدته.. وأنت غائبة يا أمي؟
- ومن لنا نحن الذين بقينا، وسنبقى أطفالا مثل حبات مطر منثورة في أرجاء منزلنا .. تعبث بِنَا الفواجع؟
أمي؛ أتمنى لو تسمعينني.
أتمنى لو تسمعينني، لأخبرك بكل شيء.. حصل بعد رحيلك.
أتمنى لو تسمعينني، وتعودين إلينا في زينتك التي تفتقدها أسرتك جدا.. وتعودين ولو لتصلحي بوصلة حياتنا التي تاهت بِنَا في اتجاهات جديدة لا نعرفها.
لو تعودين ..
لو تعودين ..
حتى نعيش الحياة كما ينبغي.