فهد بن جليد
الثاني من يوليو (2 يوليه) هو مُنتصف العام تقريباً في السنوات البسيطة والكبيسة، ما يعني أنَّ 183 يوماً من سنة 2020م قد مضت بقضها وقضيضها، فيما بقي مثلها من الأيام والليالي بالعدد والحساب، سنعيشها بطولها وعرضها إن منحنا الله العمر فيها على طاعته، نحن في هذا (الخميس) نقف في (مُنتصف العام) بين فريقين هم الأغلبية في هذا العالم الكبير (مُتشائمين، ومُستسلمين) نتيجة أحداث ونوائب الدهر وتأثيره على صحتهم واقتصادهم ومصالحهم وتهديده لحياتهم، الأمر لم يعد خافياً فالكلمات والتصريحات والبيانات ونشرات الأخبار من الشرق إلى الغرب تبيِّن لك نظرة السواد التي تلف مُعظم الدول والمجتمعات بسبب التأثيرات الاقتصادية تحديداً لجائحة (كوفيد-19) التي غدت (شماعة العام) بامتياز.
في المملكة ودول قليلة نمثّل (المُتفائلين والمتوكلين) من الفريق الذي استطاع السيطرة على الجائحة والتعامل معها بمسؤولية والتحكم بتأثيراتها وتخفيفها، وإن كان هناك بعض من يوشوشون ويهمسون بأنَّ كورونا قضت على أحلامهم عام 2020م وهو أمر مبالغ فيه، صحيح أنَّ (للفيروس) تأثيراته الكبرى على مُختلف الأصعدة الاقتصادية والاجتماعية ... إلخ، ولكن الاستسلام ينم عن ضعف، وعدم فهم أو حسن تقدير لحساب الأيام والسنين، فكل ما عشناه وعاصرناه من أحداث ترتبط بـ 2020م التي تم تشويه سمعتها بالكامل، هي في الحقيقة وقعت في (النصف الأول) فقط، وما زال أمامنا مثل الذي مضى (نصف عام)، يُمكننا فيه بذل جهد أكبر لتحقيق النجاحات وتعويض ما فات بسبب كورونا، هكذا هي الحياة وطبيعتها ودوران عجلتها.
نحن المسلمين لا نسبُّ الدهر، وكعرب نعتقد أنَّ الأمل باق ما بقيت الحياة، وكسعوديين تحديداً يكفينا فخراً وتحدياً أنَّنا نسير إلى (غدنا) بثبات وثقة وطمأنينة وتفاؤل، وفق رؤية وطنية بطموح ووضوح من قيادتنا الرشيدة، وهو ما جعلنا نبراساً وقدوةً للآخرين، فإذا نظر غيرنا إلى أنَّ السنة قد فاتت وتبخّرت أحلامها، فنحن نعلم أنَّه لم يمض منها سوى (النصف) فقط، وسنكمل بقيتها بالجد والعمل والبذل، وهو ما أرجو أن نستشعره جميعاً.
وعلى دروب الخير نلتقي.